logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





19-09-2016 11:34 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 30-03-2013
رقم العضوية : 157
المشاركات : 455
الجنس :
الدعوات : 12
قوة السمعة : 310
المستوي : آخر
الوظــيفة : كاتب

شرح مناهج البحث في علم الاجتماع السياسي
مقدمة
یستخدم اصطلاح مناهج البحث في معناه الواسع لیشیر إلى دراسة القواعد التي یسترشد بها الباحث عند القیام بالبحث العلمي، حیث یتضمن ذلك دراسة تقسیم طرق وأدوات واجراءات البحث العلمي وما قد یؤكد على القیام به، بذلك تتضح الأهمیة العلمیة للوظیفة التي یقوم بها منهج البحث.

المنهج العلمي: يعرّف على أنه (نسق من القواعد الواضحة والإجراءات التي یستند علیها البحث من أجل الوصول إلى نتائج علمیة) وهذه القواعد والإجراءات لیست معصومة من الخطأ، بل أنها تتحسن وتتطور بصورة مضطردة.
ولا تزال مشكلة المنهجیة والبحث في العلوم الاجتماعیة، من المشكلات التي تواجه الباحثین أوالمتخصصین. إن من أهم القضایا التي تشغل العدید من الباحثین والمتخصصین في علم الاجتماع بعامة، وعلم الاجتماع السیاسي بخاصة، هو تعقد الظاهرة السياسية، ويظهر ذلك من خلال تعدد مناهج البحث الاجتماعي ما بين(مناهج بحث تقلیدیة، ومداخل تحلیلیة حدیثة) والتي یتم تناولها بواسطة علماء الاجتماع السیاسي .

أولا – مناهج البحث التقلیدیة :
1-المنهج الفلسفي :
إرتبطت العلوم السیاسیة في الماضي، وخاصة قبل منتصف القرن العشرین، بالمناهج القانونیة والفلسفیة المجردة، لذلك وجهت إلیها الانتقادات الشدیدة، ما جعل الكثیر من علماء السیاسة المعاصرین من أمثال (دیفید آستون) یؤكد على ضرورة تبني مناهج أكثر علمیة وواقعیة، حیث اعتمد على المناهج السوسیولوجیة الوظیفیة ذات الطابع التحلیلي، أو ما اسماه بمدخل تحلیل النظم السياسية وذلك في محاولة منه لوضع نظریة سیاسیة تكون أكثر واقعیة امبیریقیة. إلا أن ذلك لا ینفي سیطرة المنهج الفلسفي على تحلیلات الكثیر من علماء السیاسة والمفكرین لفترات طویلة. ویعالج المنهج الفلسفي الظواهر السیاسیة من زاویة فلسفیة لها خصوصیة، فقد تناول أفلاطون الدولة من وجهة نظر العدالة والفضيلة، وتناولها أرسطو من ناحية أنهاتحقق مبدأ الخیر.
وعلى الرغم من أن هذا المنهج قل الاعتماد علیه بعد منتصف القرن (20م) إلا أن الأبحاث الفلسفیة مازالت لها مكانة بارزة في مجال العلوم السیاسیة.

2-المنهج التاریخي :
ویقصد به الوصول إلى المبادئ والقوانین العامة عن طریق البحث في أحداث التاریخ الماضیة، وتحلیل الحقائق المتعلقة بالمشكلات الإنسانیة والقوى الاجتماعیة التي شكلت الحاضر. ویعد هذا المنهج من أهم المناهج السائدة في العلوم الاجتماعیة. والباحث عندما یرجع إلى الأحداث التاریخیة إنما یهدف إلى محاولة تحدید الظروف التي كانت تحیط بجماعة من الجماعات أو بظاهرة من الظواهر منذ نشأتها حتى یتسنى له معرفة طبیعتها والقوانین التي تخضع لها، كما أن الظاهرة السیاسیة (شأنها شأن الظواهرالاجتماعیة الأخرى) هي محصلة لمجموعة متعددة من العوامل التي تفاعلت مع مرور الزمن لتعطیها صورتها التي تظهر بها في وضعها الراهن، أي أنه توجد هناك علاقة بین الماضي والحاضر،وبالتالي فإن دراسة الماضي تساعد على التعرف على الحاضر.

لذلك فقد اهتم الدارسون للظواهر الاجتماعیة والسیاسیة بالمنهج التاریخي لمعرفة طبیعة وقوانین تلك الظواهر ومدى تأثیرها على بقیة مكونات الحیاة الاجتماعیة بصفة عامة.

ویعد( ابن خلدون) أبرز من أهتم بهذا المنهج التاریخي في تحلیلاته التي درس فیها الظواهر والأحداث السیاسیة، إلا انه دعى إلى ضرورة إعادة كتابة التاریخ وما فیه من أحداث سیاسیة في إطاره ومضمونه الاجتماعي الواقعي بعيدا عن التزييف والدسائس التي أدخلت فيه.

واذٕا كان لابن خلدون الفضل في استعمال المنهج التاریخي في التحلیلات السیاسیة وربطها بالواقع الاجتماعي، عندما حلل نظم الخلافة والحكم ، والعصبیة والقبلیة، ونشأة الدول وانهیارها، وغیرها من القضایا الاجتماعیة والسیاسیة المتعددة، فقد جاء بعده العدید من المفكرین والعلماء في العصور الوسطى والحدیثة، الذین طورواالمنهج التاريخي في تحليلاتهم ومنهم ( فيكو، وكانط، وهيجل) وأيضا رواد نظریة العقد الاجتماعي ( هوبز، و لوك، و روسو) وكذلك ( مكیافللي) في تحلیلاته حول الصفوة السیاسیة، وأیضا رواد علم الاجتماع التقلیدیین مثل(سان سیمون، وأوجست كونت، وسبنسر، وماركس) وغیرهم من المفكرین والعلماء الذین وضعوا الأسس العلمیة لذلك المنهج .

3-المنهج المقارن :
لقد استدعى الوصول إلى المعرفة المنظمة أو العلمیة استخدام العدید من الأسالیب التي من بینها المنهج المقارن، وذلك منذ زمن طویل یرجع إلى عصر ازدهار الفكر الیوناني القدیم، وتكمن أهمیة المقارنة في أنها ضروریة لاستكمال إجراء أي نوع من الدراسات، وذلك لأنها تساعد على معرفة العناصر الثابتة والمتغیرة في الظاهرة المدروسة. والدراسة المقارنة لها عدة طرق لإجراء المقارنات ومنها التالي:

أ-المقارنة عبر الزمان(المقارنة العمودیة):
أي أن نقارن الوحدة المدروسة نفسها في أكثر من عصر أو زمن أو مرحلة تاریخیة معینة، كأن نقارن على سبیل المثال ظاهرة الدیمقراطیة في قرنين مختلفين .
ب-المقارنة عبر المكان(المقارنة الأفقیة) :
أي أن نقارن الوحدة بنفسها في نظامین مختلفین، أو في دولتین مختلفتین.

ج-المقارنة الاثنوجرافیة(المقارنة التكوینیة) :
كما يسميها دوركايم، وتتم هذه الطريقة من المقارنات عن طریق مقارنة الظاهرة في شكلها المبسط، بالظاهرة نفسها بعد أن تطورت وتعقدت، على أساس أن ذلك یوضح لنا العناصر الثابتة في الظاهرة، كما أن عملیة تحلیلها وتركیبها تتیسر عن طریق هذه المقارنة، لأنها تظهر لنا العناصر المختلفة التي تتألف منها، وذلك بملاحظة عملیة التراكم التي تتجمع بمقتضاها هذه العناصر، ونرى الظروف التي تخضع لها في تكوینها وتشكیلها .

د-المقارنة الإحصائیة :
وأول من أستخدمها هو(دوركایم) في دراسته عن ظاهرة الانتحار.
وترجع أهمیتها إلى أنها تمكن من الاستفادة من التقدم التكنولوجي من ناحیة، و من ناحیة أخرى الاستفادة من المزایا التي تنتج من استخدام الإحصاء في البحث العلمي، وأهمها: الموضوعیة والدقة وتحیید المتغیرات الأخرى، كما أن استخدام الأرقام یقلل من تأثیر الأهواء الشخصیة والعواطف، ویساعد على تقریر الحقائق بدقة دون أن یترك مجالا للتأویل.

شروط المقارنة بين الظواهر السياسية :
لابد أن تكون الوحدات المستخدمة في المقارنة نظائر ممكن مقارنتها .
وأن تكون المقارنة بین وحدات متكافئة.حتى یمكن تتبع نتائج هذا الاختلاف.

المسح الاجتماعي : تعد الدراسات المسحیة أحد الأنماط الرئیسیة للدراسات الوصفیة،والتي یستطیع الباحث عن طریقها جمع معلومات وبیانات عن ظاهرة معینة، للتعرف علیها وتحدید وضعها ومعرفة جوانب الضعف والقوة فیها لمعرفة مدى الحاجة إلى إجراء تغییرات.

تعريف المسح الاجتماعي : یعرفه «هویتني» بأنه : محاولة منظمة لتقریر وتحلیل وتفسیر الوضع الراهن لنظام سیاسي أو اجتماعي أو لجماعة معینة، وهو ینصب أساسا على الوقت الحاضر وإن كان قد یهدف للوصول إلى معلومات یمكن الاستفادة بها بالنسبة للمستقبل.

ومجالات المسح الاجتماعي تتسع لتغطي جوانب الحیاة كلها، الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة، ویعد منهج المسح الاجتماعي من أسالیب البحث العلمي الحدیثة نسبیا إذا ما قورن بالمنهج التاریخي أو المنهج المقارن، إلا أنه یعد من أهم الوسائل المنهجیة أو طرق البحث العلمي السوسیولوجي التي یستخدمهاالباحثون الاجتماعيون، ومنهم علماء الاجتماع السیاسي، حیث یستخدمون مسوح الرأي العام وقیاس اتجاهات الناخبین، وهو ما یسمى بمسوح السلوك السیاسي الانتخابي، أو مسوح الاتصال السیاسي، وغیر ذلك من المسوح التي تغطي دراسات الظواهر السیاسیة .
وقد ازدهرت المسوح في مجال الدراسات السیاسیة خلال الثورة الفرنسیة، وكذلك خلال الحربین العالمتین الأولى والثانیة، وقد ظهر أول كتاب حول الرأي العام للعالم (جبریل تارد) عام 1901م ثم تلته كتب لـ (جرهام ولاس) 1909وكتاب لـ (بتللي)

مقارنات : وإذا ما قارنا المنهج المسحي بالمنهج التاریخي، نجد أن المنهج المسحي یهتم بما هو حاضر، أي في حالته الطبیعیة الراهنة، أما المنهج التاریخي فأنه یعتمد على الأحداث الماضیة المسجلة، كذلك فإن المنهج المسحي یقرر وضع الظاهرة المدروسة ولا یبین أسبابها مثلما یفعل المنهج التجریبي،ویستطیع الباحث المستخدم لهذا المنهج أن یجمع أكبر قدر من المعلومات على امتداد مساحة تتسع أفقیا ولفترة من الزمن كافیة لإجراء الدراسة.

وقد تستعمل العدید من أدوات البحث لجمع المعلومات عن الظاهرة أو الحالة موضوع الدراسة ، عند استخدام منهج المسح الاجتماعي، وذلك مثل المقابلة بطرقها المختلفة، أو الاستبیان، أو الاتصال الهاتفي، وغیر ذلك من الأدوات الملائمة.

أما أهم مجالات الدراسة التي یمكن أن تستخدم المنهج المسحي في وقتنا الراهن فیمكن أن نذكر منها :
دراسة البیئة الاجتماعیة الاقتصادیة والسیاسیة للجماعات القومیة أو المحلیة، مثل معرفة دخولهم، وطبقاتهم الاجتماعیة..الخ.
دراسة أوجه النشاط المختلفة لأفراد الجماعة، فراغهم واحزابهم.
دراسة آراء الناس واتجاهاتهم ودوافع سلوكهم السیاسي.

ثانیا : المداخل السوسیولوجیة الحدیثة :
أخذت طبیعة الاهتمام بدراسة النظم السیاسیة أبعادا وأشكالا تحلیلیة حدیثة ومتطورة، خاصة خلال السنوات الأخیرة من القرن العشرین، ونتج ذلك عن بعض العوامل التي منها تعدد فروع التخصص في العلوم الاجتماعیة ومنها علم الاجتماع السیاسي، الذي نضج في تلك الفترة الزمنیة، وبدأ یأخذ على عاتقه التصدي بالبحث والدراسة لكثیر من القضایا السیاسیة على المستویین النظري والمیداني.

ورغم اهتمام علماء الاجتماع وأیضا علماء الاجتماع السیاسي بالمناهج التقلیدیة في الدراسة والبحث، إلا أننا نلاحظ وجود عدد من المداخل الاجتماعية التحلیلیة الحدیثة التي تم فیها التركیز على تطویر الأسالیب المنهجیة التي تستخدم في دراسة النظم والظواهر السیاسیة، خاصة بعد التنوع الملحوظ الذي شهدته الدراسات والأبحاث المیدانیة والنظریة في العلوم الاجتماعیة عامة، وفي فروع علم الاجتماع خاصة ، ما أدى إلى المساهمة الفعالة في تطویر وتحدیث هذه المداخل.

ومن هذه المناهج :
مدخل التحلیل الوظیفي :
یرتبط مفهوم الوظیفة الاجتماعیة ارتباطا وثیقا بمفهوم البناء الاجتماعي.فإذا كان یقصد بالبناء الاجتماعي :مجموعة العلاقات الاجتماعیة المتباینة التي تتكامل وتتسق من خلال الأدوار الاجتماعیة، حیث أن هناك مجموعة أجزاء مرتبة متسقة تدخل في تشكیل الكل الاجتماعي. فإن المقصود بالوظیفة الاجتماعیة: ذلك الدور الذي یسهم به الجزء في الكل.

ویرى بعض علماء الاجتماع السیاسي المعاصرین أن مفهوم الوظیفة قد أستخدم منذ زمن بعید، خاصة عندما أستعمله علماء القانون خلال القرنین(17-18م) عندما كان الاهتمام موجها لتحدید وظائف الدولة، كما أستخدم هذا المفهوم من جانب المفكرین السیاسیین خاصة عند الفصل بین الوظائف الثلاث للسلطات، التشریعیة والتنفیذیة والقضائیة، كما أستخدم لاحقا للإشارة إلى الوظائف التي تحدد واجبات وحقوق كل من الحكام والمحكومین .

هذا وتعتبر إسهامات (روبرت میرتون) أساسا لنظریة التحلیل الوظیفي المعاصر، لاسیما عندما حاول أن یطرح أفكاره عن البنائیة الوظیفیة، ویحلل طبیعة النظم الاجتماعیة ومنها النظام السیاسي، وقد ظهر ذلك في تحلیلاته الممیزة عن الوظائف الظاهرة والكامنة، ونوعیة الخلل الوظیفي الذي یحدث نتیجة الخلل بین البناء والوظیفة، والتغیرات التي تحدث على النسق الاجتماعي والسیاسي والدیني في المجتمع الحدیث، وینظر هذا الاتجاه إلى المجتمع باعتباره نسقا مترابطا ترابطا داخلیا، ینجز كل عنصر أو مكون من مكوناته وظیفة محددة اجتماعیا.

المدخل السلوكي : رغم أن الجذور التاریخیة للمدخل السلوكي ترجع إلى بدایات القرن العشرین، إلا أنه لم یزدهر بشكل واسع بین علماء الاجتماع السیاسي إلا مع الربع الأخیر من نفس القرن، عندما أصبحت دراسة السلوك السیاسي تمثل إحدى المیادین الهامة للدراسات والبحوث التي تتناول الظواهر السیاسیة الحدیثة، لاسیما بعد أن تطورت المناهج البحثیة النفسية/ الاجتماعية، و تنوعت مجالات علم الاجتماع السیاسي مقارنة باهتماماته التقلیدیة.

إن الاعتماد على تحلیل سلوك الأفراد والجماعات كمدخل للتحلیل السوسیولوجي والسیاسي، یرجع إلى أهمیة السلوك كتعبیر واضح یمكن ملاحظته ورصده، حیث أن السلوك كما تعر فه معاجم العلوم الاجتماعیة هو (أي فعل یستجیب به الفرد لموقف ما استجابة واضحة للعیان، وتكون عضلیة أوعقلیة أوالاثنین معا، وتترتب هذه الاستجابة عن خبرات وتجارب سابقة)

سلوك ظاهر: وهو سلوك الفرد الذي یمكن ملاحظته وتسجیله.
سلوك مستتر: وهو سلوك الفرد الذي یصعب على الآخرین ملاحظته، ونظرا لأنه یشتمل على مشاعر وأفكار، فإنه یمكن أن یستنتج من السلوك الظاهر للأفراد، أو من وصفهم لخبراتهم الخاصة .

أما السلوك السیاسي فیتضمن تصرفات الأشخاص وجماعات الأفراد وردود فعلهم فیما یتعلق بشؤون الحكم .
إن دراسات السلوك السیاسي في إطار المدخل السلوكي، یمثل اتجاها بحثیا ومنهجیا حدیثا، یسهم بدراسة السلوك السیاسي للتنظیمات السیاسیة الكبرى، مثل الدولة والأحزاب السیاسیة من ناحیة، وفهم السلوك الفردي والجمعي للجماهیر وتعاملهم مع هذه المؤسسات والتنظیمات والنظام السیاسي ككل من ناحیة أخرى.

كما تعد التبادلیة السلوكیة من النماذج التي یمكن أن یستفید منها التحلیل السياسي. لأن التبادلیة السلوكیة تحاول أن تهبط إلى مستو ى التفاعلات وأنماط التبادل على المستو ى الفردي ، مستخدمة في ذلك مفهومین أساسیین هما ( التكلفة والعائد ) ،بافتراض أن الأفرادی يسلكون في الاتجاه الذي یحقق مزیدا من العائد النفعي وقلیلا من التكالیف.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
مناهج ، البحث ، علم ، الاجتماع ، السياسي ،









الساعة الآن 04:48 PM