سيقاطع محامو العاصمة اليوم، كافة الجلسات المبرمجة بغرف مجلس قضاء الجزائر، احتجاجا على تدهور أوضاع حقوق الدفاع والانحرافات والممارسات القضائية، في انتظار عقد الجمعية العامة غير العادية ليوم الأربعاء 24 أفريل الجاري، التي تم تكليف النقيب باستدعاء المحامين لها، في إطار دراسة تدهور أوضاع حقوق الدفاع، و"الانحرافات الخطيرة للممارسات القضائية اليومية على مستوى الجهات القضائية"، بحسب منظمة محامي الجزائر العاصمة.
وقال عبد المجيد سيليني، نقيب العاصمة أمس، في اتصال هاتفي أن قرار مقاطعة الجلسات لنهار اليوم، يأتي ردا على التجاوزات والخروقات وكذا الاهانات اليومية التي يتعرض لها أصحاب الجبة السوداء، على غرار منعهم من الاطلاع على ملفات القضائية المتأسسين فيها، ومنعهم حتى من "التجوال" في أرجاء المجلس، بحجة وجود كاميرات مراقبة، وأشار سيليني إلى منع بعض المحامين من المرور في الأروقة بالمجلس في إجراءات تقلل من شأنهم، رغم أن الأمر يتعلق ببحثهم عن ملفات قضاياهم .
وفي الصدد ذاته، أشار النقيب إلى استعمال القضاة لغة الترهيب ضد المتقاضين التي تمنعهم من التعبير بحرية عن إرادتهم وأفكارهم في المحكمة، "وتجاوزت الخروقات المعقول إذ حدث أن طلبت قاضية من إحدى المحاميات التقيد بوقت محدد من أجل رفع الجلسة، دون أن تمنحها حقها القانوني في المرافعة" -يقول سيليني- وهو ما يعد -حسبه- تدخلا في صلاحيات الدفاع.
وبخصوص المناوشات الكلامية التي حدثت بين النقيب والقاضي الطيب هلالي، يؤكد سيليني أن رئيس محكمة الجنايات، حاول استجواب في قضية بنك الجزائر الدولي، بطريقة منافية للقانون، حين كان في كل مرة يتهمه بتزوير العقد وحكم عليه مسبقا وهذا ما يتنافى مع القانون ـ يضيف ـ ، حيث طالبه النقيب بإشهاد على استجوابات أحد المتهمين، وهو ما تم رفضه من طرف القاضي هلالي، ليقرر هلالي رفع الجلسة، الأمر الذي أثار حفيظة سيليني، بعدما دخل الطرفان في نقاشات حامية، حيث اتهم النقيب القاضي بالإنسان المرتشي حسب ما تداوله المتقاضون والمحامون الذين رددوا عبارة "هذا القاضي يمشي بالشكارة" وغيرها من الاتهامات بعد اعتراض القاضي على تحرير إشهاد طلبه منه النقيب.
وجاء في بيان للمنظمة تلقت "الشروق" نسخة منه، أن قرار المقاطعة يعد استثنائيا على خلفية الاجتماع المنعقد أول أمس، بمجلس منظمة المحامين لناحية الجزائر، تنديدا بظروف ممارسة الدفاع على حقوق المتقاضين التي تدهورت "بصفة خطيرة"، وتضمن فحوى البيان الذي تحوز "الشروق" نسخة منه، معاناة الدفاع جراء التجاوزات والإهانات اليومية، وحرمان المحامين من الترافع عن القضايا المكفولة لهم، وعدم اكتراث المسؤولين للأخذ الجدي لمعالجة الأوضاع لإضفاء وتكريس حسن سير العدالة وسلطان القانون.