logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





20-09-2016 10:10 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 30-03-2013
رقم العضوية : 157
المشاركات : 455
الجنس :
الدعوات : 12
قوة السمعة : 310
المستوي : آخر
الوظــيفة : كاتب

مفهوم التنشئة السياسية في علم الاجتماع السياسي
مفهوم التنشئة :
تعد التنشئة السیاسیة جزءا من التنشئة الاجتماعیة، لذا فإنه لابد من تناول مفهوم التنشئة الاجتماعیة، فالسلوك السیاسي للأفراد هو أحد نتائج دراسة التنشئة الاجتماعیة.

التنشئة الاجتماعية:Socialisation :
على الرغم من أن الاهتمام بدراسة ما أصطلح على تسمیته حديثا(بالتنشئة) لیس ولید الفكر الحدیث، فقد أهتم إفلاطون وأرسطو ومفكري العلوم الاجتماعیة من بعدهما بموضوعات نستطیع أن ندرجها تحت موضوع التنشئة بالمعنى الحدیث للمصطلح، إلا أن المعنى المتداول في العلوم الاجتماعیة الآن، یرجع استخدام المصطلح إلى نهایة العقد الثالث وبدایة العقد الرابع من القرن العشرين، ففي عام 1940 استخدم كل من (أوجبرن، ونیمكوف) مصطلح التنشئة في كتابها (علم الاجتماع) وزاد تداول الكلمة وبدأت تشق طریقها من خلال بحوث ومؤلفات علماء النفس والاجتماع والسیاسة.
والتنشئة بمفهومها الواسع ترتبط ارتباطا وثیقا بالمجتمع، حیث إنها لا یمكن أن تقوم إلا من خلال التفاعل بین مجموعة من الأفراد.

تعريف التنشئة الاجتماعية: بشكل عام
تعريف البروفیسور (میتشیل) بأنها : عملیة تلقین الفرد قیم ومقاییس ومفاهیم مجتمعه الذي یعیش فیه، بحیث یصبح متدربا على إشغال مجموعة أدوار تحدد نمط سلوكه الیومي. وقد عرفها (مدكور) بأنها : إعداد الفرد منذ ولادته لأن یكون كائنا اجتماعیا وعضوا في مجتمع معین.
والاسرةهي أول بیئة تتولى هذا الإعداد، فهي تستقبل المولود وتحیط به وتروضه على آداب السلوك الاجتماعي، وتعلمه لغة قومه وتراثهم الثقافي والحضاري من عادات وتقالید وسنن اجتماعیة وتاریخ قومي ....الخ، ويتحدد بكل وضوح سلوكه الیومي للقیام بأدواره التي یتطلبها وضعه كعضو في المجتمع ،حتى ینشأ عضوا صالحا من أعضاء المجتمع.

التنشئة السیاسیة Political Socialisation :
ویعرفها(ریتشارد داوسن) على المستوى الفردي بأنها: تعني ببساطة العملیات التي یكتسب الفرد من خلالها توجهاته السیاسیة الخاصة، ومعارفه ومشاعره وتقییماته البیئیة ومحیطه السیاسي، كما إن التنشئة السیاسیة تعتبر عملیة تطوریة یتمكن المواطن من خلالها من النضوج سیاسیا. وخلال هذه العملیة یكتسب الفرد معلومات ومشاعر ومعتقدات متنوعة تساعده على فهم وتقییم البیئة السیاسیة المحیطة به، وتعتبر توجهات الفرد السیاسیة جزءا من توجهاته الاجتماعیة العامة، فالمشاعر تجاه الحیاة السیاسیة ترتبط في الغالب بوجهات النظر الاقتصادیة والثقافیة والدینیة .

وهي العملیة التي یكتسب الفرد من خلالها اتجاهاته نحو السیاسة ویطورها ویصبح من خلالها واعیا بالنسق السیاسي والثقافة السیاسیة ومدركا لها.

والتنشئة السیاسیة هي :
ذلك المجال من مجالات التنشئة الذي یتم عن طریقه تأهیل الفرد لیصبح المواطن(كائنا سیاسیا) یمتلك المقدرة على التفاعل الإیجابي ضمن نسق سیاسي معین، ومن خلال الدور الذي یتقلده في إطار ذلك النسق، ویتم ذلك في إطار نظام التدرج الاجتماعي السائد وطبیعته ومعاییره ودرجة المرونة والانفتاح فیه.

مؤسسات التنشئة السیاسیة :
تتعاون جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتتكامل لغرس وزرع القیم السیاسیة الأساسیة لدى أفراد المجتمع، وتربیهم سیاسیا تربیة علمیة وعملیة، تساعدهم في توجیه سلوكهم بما یخدم مصلحة المجتمع، وبما یخلق منهم مواطنین صالحین قادرین على فهم وتحلیل النسق السیاسي بالطرق العلمیة المدروسة، وبما یحقق إیمانهم بالمشاركة السیاسیة ، التي بدورها تحقق المنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة بین المجتمع والدولة.
و من أهم مؤسسات التنشئة السیاسیة : ( الأسرة، المدرسة، الأحزاب السیاسیة والحركات الاجتماعية، وسائل الإعلام، ......الخ) .

1)الأســـــــــــرة :
یتفق الجمیع على أن الأسرة تعد من أهم وسائل التنشئة السیاسیة، إن لم تكن أهمها على الإطلاق. والأسرة هي أولى المؤسسات الاجتماعية التي تؤثر في أفكار ومواقف وسلوكیات وأخلاقیات الفرد، فهي تهتم بتنشئة الطفل تنشئة أخلاقیة واجتماعیة ووطنیة ، إذ تزرع عنده منذ البدایة الخصال الأخلاقیة التي یقرها المجتمع ویعترف بها، وتصب في عقله النظام القیمي والدیني للمجتمع، وتوجه سلوكه وتصرفاته في خط معین یتماشى مع مُثل ومقاییس المجتمع، كما أنها تنمي مهاراته وخبراته وتجاربه، وتدربه على إشغال أدواره الاجتماعیة وأداء مهامها والتزاماتها بصورة متقنة وجیدة، وهي تشبع حاجاته العاطفية والانفعالية، وتنظم علاقاته الداخلیة مع بقیة أفراد الأسرة، وتحافظ علیه من الأخطار الخارجیة التي تداهمه. معتمدة على عاملین أساسیین هما:
أولا : سهولة وصولها الى الأشخاص المراد تنشئتهم.
ثانيا: قًوةّ الروابط التي تربط بینها وبين أفرادها.

2)المــدرســة :
ويقصد بالمدرسة في هذا المجال، تلك المؤسسة التي یقیمها المجتمع لغرض التربیة والتعلیم، واضعین في الاعتبار(المبنى والمعلمّ والكتب والمناهج التعلیمیة ووسائل الإیضاح التعلیمیة وجمیع النشاطات الصفیة واللاصفیة التي تتولى المدرسة مسئولیتها).

وبما أن المدرسة تمثل عاملا مهما من عوامل التنشئة السیاسیة والاجتماعیة، فإنها تعمق من شعور الانتماء للمجتمع، وتساهم في بناء شخصیة الفرد وتثقیفه عن طریق فهم العادات والتقالید، وتجعله عضوا مشاركا في المجتمع، وتلعب المناهج التدریسیة والنشاطات الریاضیة والاجتماعیة دورا هاما في تثقیف الطالب اجتماعیا وسیاسیا، فالمنهج المدرسي والنظام التربوي یلعبان دورا أساسیا في تدعیم القیم الاجتماعیة والسیاسیة في المجتمع، كما أن النظام التربوي یحافظ على التراث الشعبي والوطني ویحفظه للمستقبل، ولا یقف الأمر عند هذا الحد بل یتعداه للمساهمة في عملیات التمدن والتحدیث الذي یطمح له أفراد المجتمع

3)الأحزاب السیاسیة والحركات الاجتماعیة:
فالأحزاب السیاسیة هي من أهم المؤسسات المعاصرة التي تؤثر في مجرى الأحداث السیاسیة في المجتمع وفي بنیة وفعالیات وتقدم المجتمع ونهوضه.

لكن أهمیة الأحزاب السیاسیة تكمن في منافسة بعضها مع البعض الآخر في استلام مراكز الحكم وممارسة السلطة، للسیطرة على أمور ومقدرات المجتمع، وینبغي أن تعبر الأحزاب السیاسیة في المجتمعات عن آمال شعوبها وتطلعات مجتمعاتها، فتعمل هذه الأحزاب السیاسیة على "وضع استراتيجيات للتنمية والتخطيط" لتطویر مجتمعاتها وتغییر تصوراتها أو عاداتها الفكریة، سواء بتعدیل الوضع التقلیدي السائد وتبدیله بما هو أفضل. وعلى هذا الأساس یحدد كل حزب برنامجا یمیزه عن غیره من الأحزاب، بحیث یشمل هذا البرنامج كل ما یعمل على حل المشكلات الجماهیریة الراهنة.

أما فیما یتعلق بالحركة الاجتماعية: فإن الباحثین في كافة مجالات العلوم الاجتماعیة ، قد لفت أنظارهم ظاهرة التغیر التي أصبحت الآن تحظى باهتمام المتخصصین

في علم الاجتماع السیاسي، إذ تبلور مفهوم (الحركة الاجتماعیة) لیشیر إلى دراسة التغیرات الرادیكالیة التي تشهدها الأنساق الاجتماعیة والسیاسیة في المجتمع، فكل جماعة أو صفوة سیاسیة أو ثقافیة وكل حزب یسعى إلى أن یجعل من بنائه (حركة)قومیة أو عالمیة.

وتعني الحركة الاجتماعیة في معناها البسیط :
قیام تجمع اجتماعي من الناس یسعون لإحداث تغیرات معینة في النظام الاجتماعي القائم، أو هي حركة ثوریة ذات مضامین سیاسیة بمستوى أو آخر، وقد تتطور الحركة الاجتماعیة وتجذب إلیها أعداد كبیرة من أعضاء المجتمع فتصبح حركة شعبیة، والحركة الاجتماعیة تختلف عن التجمعات الاجتماعیة الأخرى كجماعات الضغط أو المصلحة، وذلك من حیث العدد والتنظیم والأهداف التي تسعى إلى تحقیقها، كما إنها تختلف أیضا عن الأحزاب السیاسیة، إن الحركات الاجتماعیة لا تسعى دائما لممارسة الحكم ، فضلا عن أنها في الغالب ینقصها "التنظیم" الذي یمنح فعالیة أكثر لجماعات الضغط والأحزاب السیاسیة.

لذلك فإن الحركة الاجتماعیة بما تعبر عنه من مطالب لمصلحة أفراد المجتمع فإنها تستطیع أن تنم عن قیم ومبادئ وتغرس سلوكیات لدى المواطنین، مثلها في ذلك مثل الأحزاب السیاسیة التي تسعى إلى زرع نفس القیم والمبادئ لدى منتسبیها، ما یجعلها تؤثر تأثیرا مباشرا في تنشئتهم السیاسیة، وذلك بما یخدم مصلحة تنمیة المجتمع والتحول به نحو الأفضل.

4) وسائل الإعلام :
من المتعارف علیه بأن وسائل الإعلام قد أصبحت في العصر الحدیث على درجة كبیرة من التقدم والفعالیة، وذلك بسبب النهضة التكنولوجیة التي سادت الدول الصناعیة المتقدمة، مما یجعلها أكثر مصادر التنشئة خطورة، وذلك تبعا لاستغلالها(سلبا أو إیجابا) مما جعل الحكومات تحاول السیطرة على تلك الوسائل لكي تضمن سیر التوجه السیاسي والأیدیولوجي في الاتجاه الذي تریده، وبما یحافظ على الإبقاء على النظام القائم والبناء الاجتماعي الراهن، وهي تتفاوت ما بين ( مقروءة ومسموعة ومرئية).

ونخلص إلى أن الدول والمجتمعات یمكنها أن تعتمد على وسائل الإعلام للمساهمة في التنشئة السیاسیة، وتستخدم وسائل الإعلام في الدول لتأدیة عدة مهام منها :
1)تستخدم وسائل الإعلام في زیادة شعور المواطنين بالانتماء الى الامة.
2)غرس الرغبة في التغییر وزیادة آمال الجماهیر، حیث أن وسائل الإعلام تعتبر من الأدوات الرئیسیة التي یمكن بواسطتها تعلیم شعوب الدول النامیة طرقا جدیدة للتفكیر والسلوك.
3)تشجیع الجماهیر على المساهمة ونقل صوتها إلى القیادة السیاسیة لكي تحافظ على إحساس الجماهیر بأهمیتها أو إحساسها بالمساهمة.

look/images/icons/i1.gif التنشئة السياسية في علم الاجتماع السياسي
  21-09-2016 02:52 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 31-07-2012
رقم العضوية : 34
المشاركات : 361
الدولة : الجزائر
الجنس :
الدعوات : 4
قوة السمعة : 120
المستوي : ليسانس
الوظــيفة : كاتب
شكرا لك الاخ علي الموضوع

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
التنشئة ، السياسية ، علم ، الاجتماع ، السياسي ،









الساعة الآن 10:33 PM