logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





20-09-2016 10:23 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 30-03-2013
رقم العضوية : 157
المشاركات : 455
الجنس :
الدعوات : 12
قوة السمعة : 310
المستوي : آخر
الوظــيفة : كاتب

مفهوم الصفوة في علم الاجتماع السياسي
مفهوم الصفوة :
الصفوة أو النخبة، من المواضیع المهمة التي أهتم بها علماء الاجتماع السیاسي بالدراسة والتحلیل، ومرد ذلك إلى الأهمیة التي یكتسبها مفهوم الصفوة عند الحديث عن مجالات علم الاجتماع السیاسي، وخاصة أن موضوع الصفوة أیضا یتداخل مع دراسة الطبقات الاجتماعیة.

إن التركیز الحدیث نسبیا على استخدام مفهوم الصفوة، لا یعني بأن مضامینه لم ترد في الفكر الاجتماعي والسیاسي القدیم، فقد أشارت أدبیات الفكر الاجتماعي بأن معناه قد تردد منذ زمن بعید، حین توجه الاهتمام إلى دراسة طبیعة المجتمع الإنساني ، والعلاقة القائمة بین الجماعة الحاكمة التي تملك السلطة، وبین الجماهیر المحكومة ، وهل أن النظام السیاسي القائم یعبرّ عن إرادة تلك الجماهیر.

فمنذ ظهور الفكر الاجتماعي والسیاسي الیوناني القدیم، نجد أن إفلاطون قد أهتم بهذه المسائل، وكذلك فعل تلمیذه أرسطو، ورغم إن مصطلح نخبة بشكله الحالي لم یتم تناوله

تعريف الصفوة :
إلا في عصور متأخرة ، إلا أنه كمفهوم یشیر إلى امتلاك القوة واستخدامها بالشكل الذي یمكن فیه تقسیم المجتمع إلى طبقات تكون إحداها تشغل رأس الهرم الاجتماعي والسیاسي، وذلك ما فعله إفلاطون عندما قسم المجتمع بشكل صارم إلى ثلاث طبقات، وهي (الحكام، والجند، والعامة ) وأشار إلى أن طبقة الحكام یجب أن تتكون من الفلاسفة والحكام الذین تتوافر فیهم أسمى النزعات وهي نزعة العقل والحكمة، وقد توالت استخدامات مفهوم النخبة بعد ذلك على ید ماركس، ومن ثم كان أبرز روادها كل من باریتو وموسكا ومیشیلز وصولا إلى رایت میلز ، وداهل .

- یشیر معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة إلى أن الصفوة، والتي یطلق علیها أحیانا علیة القوم أو الأعیان، بأنها : أقلیة ذات نفوذ تسود جماعة أكبر حجما، وأن الانتساب إلى الصفوة یتم اكتسابه بالوراثة في بعض المجتمعات.
- كما تعرف الصفوة بأنها : فئة قلیلة داخل المجتمع، لها مكانتها الاجتماعیة العالیة، وتؤثر على أو تحكم بعض أو كل شرائح المجتمع الأخرى.
- والصفوة مصطلح یشیر معناه العام إلى : جماعة من الأفراد یشغلون مراكز النفوذ والسیطرة في مجتمع معین.
- أما (بوتومور) فیرى أن الصفوة عبارة عن: جماعات وظیفیة ومهنیة بصورة أساسیة تتمتع بمكانة اجتماعیة عالیة في المجتمع .

أنواع الصفوة بشكل عام:
یشیر مصطلح الصفوة إلى الفئة العلیا في أحد میادین التنافس، حیث أن الصفوة تضم البارزین والمتفوقین بالقیاس إلى غیرهم، ما یجعلهم قادة في میدان معین، بذلك یمكن أن نشیر إلى صفوة سیاسیة، وصفوة في العمل، وصفوة في الفن أو الریاضة، وصفوة علمیة، وصفوة اقتصادیة ، إلى غیر ذلك من المیادین .

الصفوة : لمحة تاریخیة :
لم یستخدم مصطلح النخبة إلا في القرن السابع عشر، وكان استخدامه لوصف سلع ذات تفوق معین، ثم توسع استخدامه فیما بعد لیشمل الإشارة إلى فئات اجتماعیة متفوقة، كالوحدات العسكریة الخاصة، أو الطبقات العلیا من النبلاء، و یذهب "بوتومور" إلى أن أول استعمال معروف لكلمة النخبة في اللغة الإنجلیزیة یرجع إلى سنة 1823م، حیث كانت تطلق على فئات اجتماعیة معینة، غیر أن هذا المصطلح لم یستخدم بشكل واسع في الكتابات السیاسیة والاجتماعیة في أوروبا حتى فترة متأخرة من القرن (19م) ولم یشتهر في بریطانیا وأمریكا إلا في أوائل القرن (20م) خاصة عندما أنتشر عبر نظريات النخبة، وقد أستخدم مصطلح الصفوة السیاسیة وبشكل أساسي عبر كتابات "باریتو" سنة 1930م، كأحد المناهج الشهیرة في التحلیل السیاسي والاجتماعي منذ القرن (19م) خصوصا في الدراسات المتعلقة بتحدید دور الأجهزة البیروقراطیة في عملیة اتخاذ القرارات السیاسیة ذات الطبیعة السیادیة .

التوجهات النظریة في موضوع الصفوة عند بعض العلماء :
فلفریدو باريتو :(1923 – 1848) :
تعد الأفكار التي قدمها عالم الاجتماع الإیطالي "باریتو" من أهم التوجهات النظریة التي جاء بها العلماء حول ظاهرة الصفوة ، باعتبارها ظاهرة اجتماعیة سیاسیة تؤثر بشكل كبیر في الحیاة الاجتماعیة والسیاسیة لأفراد المجتمع.
لقد أكد باریتو على وجود الطبقات في المجتمع، بل وجعل ذلك أمرا محتوما، وفي مقابل ذلك فإنه یشیر إلى ضعف في الآراء والنظریات التي تدعو إلى الدیمقراطیة والمساواة والحریة ، على أساس أنها بعیدة عن الواقع، حیث أن اللامساواة وعدم وجود حریة و دیمقراطیة تامة، أمرا طبیعیا تعكسه الحقائق الواقعة التي أكدها من خلال تحلیلاته السیكولوجیة .

وقد أطلق باریتو على الصفوة الحاكمة اسم (الطبقة الحاكمة) وذلك تمییزا لها عن الصفوة غیر الحاكمة، وقد اتفق مع "موسكا" على أن الصفوة تمثل أقلیة بالنسبة للمجتمع، وهذه الأقلیة من الأفراد تمتلك من الثروة والقدرة والمواهب ما یجعلها تختلف وتتمیز عن الآخرین الذین هم خارج صفوفها.

لقد توصل "باریتو" إلى صیاغة نظریته عن (دورة الصفوة) من خلال دراسته المستفیضة للتغیر الاجتماعي، ویذهب باریتو إلى أن الصفوة تتألف من الأفراد الذین یتمیزون بقدرة عالیة على الأداء في مجال تخصصهم، وأن هناك فئتان أساسیتان من الصفوة هما:(الصفوة الحاكمة التي بيدها السلطةالسياسية، و الصفوة غیر الحاكمة التي تتألف من أفراد لدیهم القدرة، إلا أنهم لیسوا في مراكز قوة تمكنهم من ممارسة السلطة السیاسیة) ویذهب باريتو إلى أنه یوجد لدى الصفوة میل طبیعي نحو التناوب بین النوعین السابقین في شغل مراكز القوة السیاسیة.
وبذلك فإن باریتو قسم المجتمع إلى طبقتین: الطبقة العلیا (الصفوة) والتي بدورها تنقسم إلى قسمین وهما : الصفوة الحاكمة، والصفوة غیر الحاكمة. والطبقة السفلى أو اللاصفوة من المجتمع .

غیتانو موسكا (1941 – 1858)
وهو أول من أقام تمییزا منهجیا بین (الصفوة) والجماهیر رغم أنه قد استعان بمصطلحات أخرى، وأنه أول من حاول إقامة علم سیاسة جدید على هذا الأساس، وقد وردت أفكار موسكا هذه في كتابه (الطبقة الحاكمة) الذي نشر سنة 1896م وقد تركزت تلك الأفكار على تفنید ما جاءت به الماركسیة في أن العامل الاقتصادي هو المحرك الأساسي للتاریخ، وأن العامل الطبقي سیزول عندما تسود الشیوعیة.

ویشیر موسكا إلى أن (الصفوة لاتصل إلى وضعها نتیجة لسیادة اقتصادیة، وأن التغیر السیاسي والاجتماعي كان نتیجة لتغیر ودوران الصفوة، بمعنى أنه لم یكن نتیجة عوامل اقتصادیة) .

وموسكا مثله في ذلك مثل باریتو، انطلق من التصور الأساسي لفكرة تقسیم المجتمع إلى طبقتین أساسیتین: تمثل إحداها الأقلیة، وتمثل الأخرى الأكثریة. ویرجع مصدر قوة الصفوة في نظر موسكا إلى قدراتها التنظیمیة، وامكاناتها المتمیزة على صعید تنظیم نفسها بصورة كاملة وشاملة في مواجه الأغلبیة (الجماهیر) التي تفتقد تلك الامكانات ، وبذلك یفسر موسكا حكم . الأقلیة للأغلبیة.

روبرت میشیلز:
تعد تحلیلات میشیلز أساسا ملائما لقضیة مهمة أثارها أصحاب نظریة الصفوة، والمتمثلة في حاجة التنظیم الاجتماعي المستمرة إلى الصفوة، حیث أجرى دراسة شاملة للنزعات الأولیجاركیة (حكم الأقلیة) في الأحزاب السیاسیة، معتمدا على تحلیل تاریخ الحزب الألماني الدیمقراطي الاشتراكي، الذي یعتبر حزب الطبقة العاملة وملتزم بالدیمقراطیة، وقد انتهى میشیلز من دراسته هذه إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئیسة أدت إلى ظهور النزعة الأولیجاركیة داخل المنظمات:(1- خصائص التنظیم ذاته، 2- سمات القادة، 3- سمات الجماهیر) .

لقد عالج میشیلز موضوع الصفوة معالجة مختلفة، تتعارض مع ما قدمه كارل ماركس من تفسیر للتاریخ ، وقد جاءت أفكاره هذه في مؤلفه (الأحزاب السیاسیة) وعلى الرغم من أن میشیلز قد أقر أهمیة العوامل الاقتصادیة في إحداث التغیر الاجتماعي، متفقا في ذلك مع ماركس، إلا أنه أوضح بأن هناك عوامل وقوى عدیدة تحدد مصیر الدیمقراطیة والاشتراكیة ، تتمثل في طبیعة الإنسان ونوعیة الصراع السیاسي، فضلا عن شكل التنظیم.

إضافة إلى أن میشیلز یعتقد أن الأحزاب السیاسیة، مهما كانت توجهاتها ومسمیاتها، فإنه يوجد بها اتجاهات أولیجاركیة، تنتشر في أي تنظیم سیاسي یسعى لتحقیق أهداف محددة، أي أن هناك صفوات معینة تمیل إلى التحكم في التنظیمات السیاسیة، مبتعدة عن تحقیق الدیمقراطیة الحقیقیة.

وقد أدى تعدد المتناولین بالدراسة والبحث لموضوع (الصفوة) إلى تعدد التعریفات الخاصة بها، ونتج عن ذلك تعدد المفاهیم بشكل یجعل حدودها غیر واضحة، لهذا یمیل بعض الباحثین إلى أن تعریف الصفوة

یعتمد على أربعة أبعاد رئیسیة وهي :
1- وجود مجموعة سائدة تملك من الخصائص والصفات ما یمیزها عن الآخرین.
2- أن الصفوة ظاهرة جماعیة، فلا یطلق الاصطلاح على شخص واحد فقط.
3- أن هذه المجموعة تملك من القدرات ما یمكنها من صنع القرار والتأثیر على الآخرین.
4- أن الصفوة مفهوم نسبي، بمعنى أنها تمارِس تأثیرها ونفوذها في مجال معین تتمتع فیه بمیزة نسبیة وبقدرة أكبر على التأثیر والنفوذ.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
النخبة ، علم ، الاجتماع ، السياسي ،









الساعة الآن 07:44 AM