بحث حول يناير السنة الأمازيغية
شرح سبب الاحتفال بالسنة الأمازيغية
يناير أسقاس أمقاس.
المبحث الأول من هم الأمازيغ
المطلب الأول تعريف الشعب الأمازيغي
المطلب الثاني اللغة الامازغية
المطلب الثالث : شخصيات و أعلام أمازغية مشهورة.
المبحث الثاني : طريقة إحتفال الأمازيغ برأس السنة الأمازغية ( يناير )
المطلب الأول : إعتماد يناير يوم عيد وطني رسمي في الجزائر ( عطلة مدفوعة الأجر )
المطلب الثاني : طقوس عامة و خاصة للإحتفال بيناير
المطلب الثالث : كلمات امازيغية في لهجات الدول المغاربية
خاتمة.
مقدمة :
تعود احتفالات "يناير" إلى العصور القديمة و إن لرأس السنة الأمازغية رمزية إحتفالية كبيرة حيث يعتبر وسيلة لإرساء و تعزيز الهوية الوطنية و يذكر يناير بالعيش في تناغم مع الطبيعة، وفي سنة 2018، أصبحت الجزائر أول دولة في شمال أفريقيا تجعل من يناير عطلة وطنية، في محاولة للاعتراف بالثقافة الأمازيغية في البلاد. وفي عام 2023، اعترف المغرب بدوره بهذه المناسبة وأعلنها إجازة رسمية.
تعني لفظ الأمازيغ، " الرجال الأحرار" وتطلق على السكان الأصليين لمنطقة شمال إفريقيا يعود تاريخ الأمازيغ إلى أكثر من 3000 سنة ولهم تقويم زمني خاص، وقد ارتبط هذا التقويم بالنشاط الفلاحي، ويرجع الأمازيغ إحياء رأس السنة الأمازيغية، في 12 يناير، إلى سنة 950 قبل الميلاد، وهي السنة التي استطاع فيها الملك الأمازيغي شيشنيق الانتصار على ملك الفراعنة رمسيس الثالث، وأسس في مصر الفرعونية أسرته الـ 22.
تشكل إحتفالات رأس السنة الأمازيغية مناسبة مميزة عند الجزائريين بصفة خاصة، و سكان شمال إفريقيا بصفة عامة وهو تقويم خاص بالأمازيغ سكان بلدان الجزائر ، المغرب ، ليبيا ، تونس ، موريتانيا ، مصر ( صحراء سيوة ) ، وكذلك بلدان الصحراء الكبري مثل مالي و النيجر وبعض مناطق بوركينافاسو ويطلق عليه "ينَاير" ويبدأ الاحتفال به إما يوم 12 الثاني عشر من يناير.أو يوم 13 الثالث عشر من يناير من كل سنة جديدة ، وتعني عبارة "أسقاس أمقاس" بالأمازيغية سنة سعيدة.
المبحث الأول من هم الأمازيغ :
المطلب الأول : تعريف الشعب الأمازيغي :
الأمازيغ هم مجموعة أثنية ومن السكان الأصليين في شمال أفريقيا ويشكل الأمازيغ جزءاً من سكان الجزائر و المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر وجزء صغير من غرب مصر إلى جزر الكناري يتوزع الأمازيغ من المحيط الأطلسي إلى واحة سيوة في مصر ومن البحر المتوسط إلى نهر النيجر في غرب أفريقيا. من الناحية التاريخيَّة، تحدثت الشعوب الأمازيغية اللغة الأمازيغيَّة، وهي فرع من عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية.
هناك حوالي 45 مليون أمازيغي في شمال أفريقيا و الصحراء الكبري، الكثير منهم مازالوا يتحدثون اللهجات الأمازيغيَّة أكدت الدراسات العلمية أنَّ غالبية سكان شمال أفريقيا غرب مصر هم من أصل عرقي أمازيغي، على الرغم من أن التعريب والأسلمة أدت إلى ظهور أمازيغ معربين يعيش معظم الامازيغ الناطقين باللغة الأمازيغيَّة في الجزائر و المغرب و وليبيا وتونس وشمال مالي وشمال النيجر.
- توجد أيضاً مجموعات أصغر من السكان الناطقين باللغة الأمازيغية في موريتانيا وبوركينا فاسو ومدينة سيوة في مصر. وهناك مجموعات كبيرة من المهاجرين الأمازيغ الذين يعيشون في فرنسا وإسبانيا وكندا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى في أوروبا. غالبية الامازيغ هم من المسلمين على مذهب أهل السنة والجماعة، مع أقلية إباضية.
وعلى الرغم من أن العديد من الأمازيغ، منذ عهد قريب، قد تحولوا علناً إلى الإسلام والمسيحية.
- تميل الهوية الإثنية الأمازيغية (البربرية) اليوم غالباً لأن تكون إثنولغوية، تشمل الناطقين باللغات الأمازيغية كلغة أم الذين يشكلون مجموعات إثنية فرعية.
لكن أيضاً يمكن أن تشمل الناطقين بالعربية كلغة أم (اللهجات المغاربية) الذين يعرفون بأنفسهم كبربر، خاصةً تاريخياً حيث تبنى بعض البربر اللغة العربية خلال التحول اللغوي، كما اكتسب آخرين هوية عربية عن طريق الإستيعاب الثقافي.
دراسة كشفت من خلالها عن عدد الأمازيغ في سنة 2018 :
الجزائر : بلغ عدد الأمازيغ حوالي 20 مليون نسمة وتنتشر القبائل الأمازيغيّة في الجزائر في عدة مناطق وهي :
- منطقة القبائل - منطقة الشاوية - منطقة بنو مزاب- منطقة الطوارق- منطقة بني سنوس .
المغرب : حيث بلغ عددهم في المغرب ما يقارب 18 عشر مليون نسمة، ويتمركزون في المناطق الجغرافيّة الثلاث التالية :
- منطقة الشمال والشرق - منطقة الأطلس المتوسّط - مناطق سهل سوس.
تونس : ويبلغ عدد الأمازيغ في تونس 500 مائة ألف نسمة يتوزّع وجودهم على مناطق :
- مطماطة - وتطاوين - وجزيرة جربة - وقبلي - وسوق الأحد - والقصرين - وتكرونة - والكاف - وسليانة.
ليبيا : حيث بلغ عددهم تقريبا 2 مليون نسمة بيّنت إحصائية أُجريت أنّ القبائل الأمازيغية تشكل نسبة تصل إلى اثنين وخمسين بالمئة من نسبة سكان طرابلس، ويتمركزون في :
- جبل نفوسة - ومدينة زوارة - وفي مدن جالو - وأوجله - وواحة الجغبوب في الشرق.
مصر : يبلغ عددهم في واحة سيوة حوالي 35 خمسة و ثلاثون ألف نسمة في تلك المنطقة، ويتكلّمون اللغة السيويّة.
فرنسا : بلغ عدد الأمازيغ المقيمين على الأراضي الفرنسية ما يقارب 3 ملاين نسمة.
كندا : يقيم 40 أربعين ألف نسمة من القبائل الأمازيغيّة على الأراضي الكندية وتعتبر من مناطق الوجود المميزة للأمازيغ.
المطلب الثاني : اللغة الامازغية :
اللغة الأمازيغية هي واحدة من أقدم اللغات البشرية يتحدث بها عدد كبير من السكان تنتمي إلى عائلة اللغات الأفرو أسيوية، ولا توجد اليوم أرقام دقيقة حول عدد الأمازيغ الذين يتحدثون بها، اللغة الأمازيغية من اللغات القديمة التي تصارع الزمن، ولعل ترسيمها بكل من الجزائر و المغرب واعتراف الجزائر بها كالغة رسمية سيساهم في حمايتها من الانقراض.
تنقسم الأمازيغية إلى لهجات مختلفة، توجد العشرات من اللهجات الأمازيغية في مختلف بلدان شمال إفريقيا تتميز بإمكانية الفهم عليها لإشتراكها في العديد من المصطلحات و الكلمات مثال ( اسقاس و معناها سنة , ارقاز و معنها رجل , ابريد و معنها طريق ..... وغيرها من المصطلحات ) فهذه العبارات توجد تقريبا في جميع المناطق الامازغية من الشاوية و القبائلية في الجزائر إلي الترقية في ليبيا إلي الشلحية في المغرب ...إلخ
الحرف الأمازيغي (التيفيناغ أو التيفيناق ) :
يكتب الأمازيغ لغتهم التي يتحدّثونها بالاعتماد على أبجديّة خط التيفيناغ، والذي يُعتبر من أقدم الخطوط الأبجدية ، وهو حرف ليبي قديم وجد منقوشا في عدد من الصخور في بلدان شمال أفريقيا.
اعترفت به المنظمة الدولية للمعيرة ISO-UNICODE منذ 2004، واعتمدته مايكروسوفت في آخر إصداراتها.
حيث أن للأمازيغية أيضا كتابتها الخاصة, وهو التيفيناغ أو التيفيناق وقد كان يعتقد إلى وقت قريب أنه كتابة فينيقية ظهرت في القرن الثاني قبل الميلاد بفضل ماسينيسا, غير أن الباحثة الجزائرية تمكنت من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفناغ. والباحثة المعنية هنا هي مليكة حشيد وهي مؤرخة وعالمة آثار أجرت فحوصات على تيفيناغ الذي عثرعلية وتبين أنه يعود إلى ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد, وهو ما جعل البعض يرجح أن يكون تيفيناغ هو أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الأنسان.
واللوحة الحاملة لحروف تيفيناغ هي أحد اللوحات المرافقة لعربات الحصان وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد وألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد الشيء الذي جعل غابرييل كامس يرى بأن تيفيناغ لا يمكن أن يكون قد ظهر في وقت أقل قدما من ألف سنة قبل الميلاد.
وأذا كانت هناك عدة فرضيات حول أصل تيفيناغ ابتداء من الأصل الفينيقي إلى الأصل الأمازيغي المحلي فأن الأبحاث لم تستقر بعد على حال، وهو مايلخصه كل من غابرييل كامبس وكارل برسه في أنه بالرغم من كل محاولات التصنيف يبقى الألمام بأصل تيفيناغ بعيد المنال.
تيفيناغ هو كتابة قليلة الشهرة ولكنه قديم لدرجة تستحق الاهتمام باعتبار أن تيفيناغ البدائي يكاد يعود ألى تلاثة ألاف سنة قبل الميلاد. ويبدو أن هذه الكتابة الأمازيغية التي تسمى أيضا بالتيفيناغ البدائي أو الكتابة الليبية البدائية قد ظهرت مع الأنسان القفصي نسبة ألى مدينة قفصة التونسية. بحيث ضهر تيفيناغ كرسوم بدائية قابلة للقراءة بل أن البعض يجعلها حروفا مقروءة.
بقايا تيفيناغ تنتشر في شمال أفريقيا وجزر الكناري وشبه الجزيرة الأيبيرية ولربما أيضا في العالم الجديد أي القارة الأمريكية بحيث قد أثبت العلماء أتصال الشعوب القديمة بالقارة الأمريكية وهو ما جعل البعض يرجع أجزاء من الحضارة الأمريكية القديمة ألى حضارة شمال أفريقية مصرية وأمازيغية. بل أنه قد تم العثور على قطعة نقود أمازيغية الأصل في القارة الأمريكية وهي عملة نوميدية لكنها ضاعت بعد أن تم إرسال صور لها ألى المتحف البريطاني وربطها بالنقود النوميدية.
وأذا كانت المصادر السابقة لاكتشاف تيفيناع الأبجدي التي جعلت قدمه يرجع ألى ما لا يقل عن ألف سنة قبل الميلاد بل عن ألف وخمسمائة قبل الميلاد حسب الأركيولوجية مليكة حشيد وغيرها من الباحثين وما نتج عن ذلك من ملابسات كجعل بعض الأبجديات الأقل قدما أصلا لتيفيناغ, قد أفقدته كثيرا من الأهمية التي قد يستحقها بحيث جعل وليدا لمائتي سنة قبل الميلاد في أحسن الأحوال, فأن الأكتشاف قد جعل العديد من الباحثين يعيدون حساباتهم ويتساءلون عن أصول بعض الأبجديات التي أعتقد أنها فينيقية لاعتبار الأبجدية الفنيقية أقدم الأبجديات.
إستعمال تيفيناغ عند الأمازيغ :
لقد تعطلت الكتابة بأبجدية تيفيناغ في معظم شمال أفريقيا بعد أن اختار الأمازيغ طوعا أو كرها الخطين اللاتيني والعربي, غير أن الأمازيغ المسمون بالتوارق حافظوا على هذه الكتابة.
تيفيناغ بالإضافة إلى أنه كتابة تدوين فهو أداة زينة وتجميل, فهو يظهر مزينا للزرابي الأمازيغية التي ذاع سيطها, كما أنه كتابة تزين حلي الأمازيغ ألى يومنا هذا عند الطوارق, وهو جزء من الأشكال الزخرفية و الوشم عند الأمازيغ.
تيفيناغ القديم هو كتابة صامتة شأنها شأن الفينيقية القديمة والعبرية والعربية, ولقد نال تيفيناغ اعتراف منظمة الأيسوا, ويبدو أن هذا المجهود كان على مستوى دولي, أذ ساهم فيه جميع الامازيغ بصفة عامة.
المطلب الثالث : شخصيات و أعلام أمازغية مشهورة :
الملك شاشناق :
و ينحدر شاشناق من الشعب الأمازيغي الذي ينتمي إلى سلالة الجيتول التي تطرقت إليها كتابات مصر ابتداء من سنة 1250 قبل الميلاد و التي أشارت إلى تجارة المواشي بين المصريين و الجيتول.
و كتب الفينيقيون أيضا عن الجيتول مشيرين إلى أن أحد أمرائهم طلب الزواج من الملكة الفينيقية إيليسا التي أقامت قرطاج في سنة 815 قبل الميلاد.
و تعود أصول الجيتول إلى سلالة الحضارة القبصية التي هاجرت إلى الصحراء في حوالي سنة 3000 قبل الميلاد بحيث سيطروا على الجزائر طوال 15 قرنا خلال العصور القديم.
و يعتبر المؤرخون المختصون في العصور القديمة أن الجيتول كانوا فرسانا ماهرين و بدوا رحلا و عاشوا في واحات الصحراء الجزائرية الوسطى. و يرجح أن يكون الجيتول قد اكتشفوا الحصان بفضل المصريين الذين اكتشفوه لأول مرة من خلال شعوب آسيا الوسطى.
و ترك الجيتول أراضيهم تدريجيا بسبب الجفاف الذي كانت تعاني منه الصحراء ثم توجهوا إلى الشمال و استقروا بعدة مناطق لاسيما النمامشة.
واكتفى الجيتول بشن غارات ضد السكان المقيمين بشمال البلد بفضل جيشهم القوي الذي أصبح هدفا لقوى أخرى ما بين القرنين الخامس و الثالث قبل الميلاد. و شارك جيش الجيتول القوي الذي كان مكونا من عساكر و فرسان في عدة حملات عسكرية منها تلك التي قام بها الجنرال القرطاجي حنبعل ضد روما و أولاهم في سنة 264 قبل الميلاد و حرب ماسينيسا ضد قرطاج و روما.
القديس أوغسطينوس :
يتحدّر من أصول أمازيغية ولد في تغاست (Thagast) حاليا سوق أهراس عام 354 أي قبل مجيئ الإسلام. التي كانت مدينة تقع في إحدى مقاطعات مملكة روما في شمال أفريقيا .
توفي أوغسطين في 18 آب 430 في عمر 75 بينما كان الفاندال يحاصرون هيبو.هذا، وقد مات أغسطين شهيدا في 29-08-430 م مدافعا عن مدينته عنابة ضد الغزاة الونداليين الهمج.
هو أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني.
يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا بينما يعتبره البعض هرطقيا بسبب آرائه حول مسألة الانبثاق.
تعمتّد في ميلانو. مؤلفاته - بما فيها الاعترافات، التي تعتبر أول سيرة ذاتية في الغرب - لا تزال مقروءة في شتى أنحاء العالم.
إن أوغسطين شخصية مركزية في المسيحية وتاريخ الفكر الغربي على حد السواء، يعتبره المؤرخ توماس كاهيل أول شخص من العصور الوسطى وآخر شخص من العصر الكلاسيكي.
تأثر فكره اللاهوتي والفلسفي بالرواقية والأفلاطونية والأفلاطونية المحدثة وخصوصا فكر أفلوطين مؤلف التاسوعات.
الملك صيفاقس :
صيفاقس بالفرنسية Syphax&rlm :
أو "سيفاقس" أو "سيفاغس" أو "سفك" ملك نوميدي أمازيغي (من 213 ق.م إلى 203 ق.م) سعى إلى توحيد بلاد المغرب، و رأى أن ذلك لا يتم إلا بتوحيد نوميديا للوقوف في وجه الأطماع الرومانية .فاعتنى بالزراعة و أحدث حركة عمرانية و جاهد كي تكون عاصمته "سيقا" (الغرب الجزائري) في مستوى عواصم الدول الكبرى بقصورها و حمماماتها و ساحاتها
العامة عاش الملك صيفاقس في القرن الثالث قبل الميلاد وينتمي إلى الأسرة المازيسولية التي كان موطنها نوميديا الغربية وقد صار ملكا لها، واتخذ عاصمة له أو ما يسمى الآن في بـسيقا أو سيگا (عين تموشنت حاليا). وهناك مملكة أخرى تقابلها في الشرق تسمى ماسيل التي ينتمي إليها الملك ماسينيسا ويفصلها عن الأولى نهر شلف الحالي في (الجزائر)، وتمتد في حدودها الترابية حتى قرطاجنة - بتونس. وبتعبير آخر، هناك نوميديا الشرقية (ماسيليا)، ونوميديا الغربية (مملكة ماسيسيليا). ودخل صيفاقس في معركة السهول الكبرى مع القرطاجيين لإيقاف زحف جيش سكيبيو الإفريقي من التقدم داخل إفريقية .
الملك ماسينيسا :
(202 ق.م-148 ق.م.) يعتبر واحدا من أشهر ملوك الأمازيغ القدماء. كان ملكا على مملكة نوميديا الأمازيغية . تميز عهده بالازدهار والقوة وتحالف مع الإمبراطورية الرومانية القوية ضد الفينيقيين. كما تميز بطول فترة حكمه وتعدد انتصاراتهوانجازاته.
تمّ العثور على نصّ منقوش على الحجارة باللّغتين اللوبية (تيفيناغ) والبونية بالموقع الأثري و التّاريخي بدقة و احتفظ بها في متحف باردو و يذكر هذا النص نسب ماسينيسان: الملك ماسينيسان (202 ق.م. - 148 ق.م.) ابن الملك غيان المتوفّي سنة 206 ق.م. ابن زكلسان اشّفط - صاحب السلطة التنفيذية - في دقة و هو "ماسينيسان" والد الملكين: غولوسا و ميقيبسا و من أشهر أحفاده يوغرطة.
الملك يوغرطة :
من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية الذين وقفوا في وجه الحكومة الرومانية.
كلمة يوغرطة أو يوگرتن أو يوجيرتن Jugurtha في المعجم الأمازيغي أكبر القوم سنا، وقد تعني أيضا الملك أو كبير الأسرة أو القوم أو العشيرة أو القبيلة أو الجد الأكبر أو الرجل الكبير المحترم.
ولد يوغرطة المازيلي بنوميديا سنة 118 قبل الميلاد ، وهو سليل أسرة ماسينيسا الحاكمة، ومن ملوك قبائل نوميديا، تولى الحكم بعد وفاة ميسبسا (148-118قبل الميلاد) الذي وسّع التجارة الداخلية والخارجية بين مملكة نوميديا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط .كان يوغرطة شعبيا بين قومه، فأراد عمه التخلص من تأثيره، بإرساله لمساندة سيبيو الإفريقي في حصار نومانتيا (إسبانيا) سنة 13ق،مما ادى الى تقاسم الحكم مع حفصبعل و عزربعل ولدا عمه.
الملك يوبا الأول : ( ابن هيامبصال الثاني، ابن غولوسا، ابن ماسينيسا)
الملك يوبا الأول Yuba 1 ملك امازيغي ولد سنة 85 ق.م - قتل سنة 46 ق.م ، هو ابن الملك هيمبسال الثاني ، وحفيد الملك القائد يوغرطة. ولد يوبا الأول بمدينة بونة بنوميديا ( مدينة عنابة حاليا بـ الجزائر ). كان حلمه ان يوحد شمال اقريقيا كما فعل جده الملك ماسينيسا وقد ورث يوبا حكم أبيه هيمبسال الثاني ، فحافظ على سياسته وطريقة إدارته وتسيير الحكم وتدبيره حتى مقتله سنة 46 ق.م. ويعتبر يوبا الأول في تاريخ الممالك الأمازيغية آخر ملك نوميدي مستقل، وبعده ستصبح نوميديا مقاطعة مستعمرة تابعة مباشرة للحكومة الرومانية.
الملك يوبا الثاني :
يوبا الثاني ابن يوبا الأول ولد حوالي 52 ق.م توفي ح 23 ب.م ملك أمازيغي حكم من عاصمته Caeserea شرشال مملكة موريتانيا القيصرية التي تبدأ من المغرب الحالي مرورا بكل شمال الجزائر إلى تونس، يوبا الثاني يمثل الملك المثقف الذي شجع و ناصر الفنون و العلوم و قد ازدهرت في عهد هذا الملك الشاب الفنون الجميلة من نحت و رسم و نقش و موسيقى و غناء و رقص ، فكان عصره هذا عصرا ذهبيا و حيث برزت إلى الوجود مدن نوميدية وموريطانية رومانية المظهر لكنها أمازيغية الروح. وذلك أن أهالي النوميديين (الجزائر) وموريطانيا (المغرب) الأمازيغيين قد ساهموا مساهمة فعالة في ظهور الحضارة والتمدن في بلاد شمالأفريقيا الأمازيغية. فعمال النحت و عمال البناء و الرسامون و النحاتون كان كثير منهم أمازيغ ، و برزوا أيضا في عالم الفلسفة الدينية والأدب.
نظرا لثقافة يوبا الثاني الموسوعية وكفاءته في التسيير الإداري ووفائه وإخلاصه للقيصر الروماني، نصبه الإمبراطور أغسطس ملكا على موريتانيا الطنجية وزوجه الأميرة كليوباترا سيليني الثانية Selené ابنة الإمبراطورة الرومانية كليوباترا المصرية .
الملكة كليوباترا سيليني الثانية :
الملكة كليوباترا سيليني الثانية هي زوجة الملك الامازيغي يوبا الثاني وابنة الملكة المصرية المشهورة كليوباترا.
تزوجت كليوباترا سيليني الثانية بالملك الأمازيغي - يوبا الثاني سنة 26 ق.م . وانجبت منه طفلين هما :
الملك بطليموس الأمازيغي
كليوباترا الموريتانية
توفيت كليوباترا سيليني الثانية سنة 5 ميلادية.
طارق إبن زياد :
ولد طارق بن زياد في عام 670 ميلادي في مدينة خنشلة في الجزائر لقبيلة من قبائل البربر الأمازيغ، إسمها ورفجومة و تقع هذه القبيلة حاليا في الأوراس ( الجزائر ) تعد هذه القبيلة من أوسم بطون نفزاوة و أشدها بأسا.
توفِّي القائد المُجاهد طارق بن زياد عام 721 ميلادي على الأرجح، وقد انقطعت أخباره بعد وصوله إلى دمشق برفقة موسى بن نُصير، وقد اختلف المُؤرِّخون حول مصيره؛ حيث ذكر البعض أنَّه بقي دون أيِّ عمل منذ وصوله إلى دمشق، وحتى وفاته، وذكر البعض أنَّه سُجِن، وعُزِل في دمشق إلى أن تدخل الخليفة الوليد وأطلق سراحه ظهرت روايات أخرى حول مصير طارق بن زياد؛ حيث تحدَّث بعض المُؤرِّخين عن وجود خلاف بين موسى بن نُصير، وطارق بن زياد حول الغنائم التي أخذها الجيش، وقد ازداد هذا الخلاف حتى وصل إلى مسامع الخليفة الذي أمر باستدعائهما إلى دمشق؛ لحلِّ هذا الخلاف، ويُقال إنَّ طارق بن زياد آثر الابتعاد عن الأضواء مُتفرِّغاً لعبادة الله.
إبن بطوطة :
محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة، ولد في 24 فبراير 1304 - 1377م بطنجة) (703 - 779هـ) هو رحالة ومؤرخ وقاض من قبيلة لواتة، لقب بـأمير الرحالين المسلمين. خرج من طنجة سنة 725 هـ فطاف بلاد المغرب ومصر والحبشة والشام والحجاز وتهامة ونجد والعراق وبلاد فارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين الجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا. وإتصل بكثير من الملوك والأمراء فمدحهم - وكان ينظم الشعر - واستعان بهباتهم على أسفاره، والكنية "ابن بطّوطة" هي كنية أطلقها الفَرَنجة على محمد بن عبد الله الطنجي، وتابَعَهم أكثر الناس.
عاد إلى المغرب الأقصى، فانقطع إلى السلطان أبي عنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده. وأملى أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756 هـ وسماها تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، ونشرت بها، وترجم فصول منها إلى الألمانية ونشرت أيضا. كان يحسن التركية والفارسية. استغرقت رحلته 27 سنة (1325-1352م) وتوفي في طنجة سنة 779 هـ/1377م حيث يوجد ضريحه بالمدينة القديمة. تلقبه جامعة كامبريدج في كتبها وأطالسها بـأمير الرحالة المسلمين الوطنيين.
عبد الحميد بن باديس :
ولد عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحّول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي. ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، يوم الجمعة الموافق لـ 4 ديسمبر 1889 م توفي يوم 16 أبريل 1940 م في مسقط رأسه بمدينة قسنطينة
ينتمي ابن باديس إلى بيت عريق في العلم والسؤدد ينتهي نسبه في سلسلة متّصلة ببني باديس الذين جدّهم الأول هو مناد بن حميد بن باديس الذي ظهرت علامات شرفه وسيطرته في وسط قبيلته في حدود القرن الرابع الهجري. أصل هذه القبيلة كما يقول المستشرقان من ملكانة أو تلكانة وهي فرع من أمجاد القبيلة الصنهاجية أحد القبائل الامازيغية المشهورة.
مفدي زكرياء :
مفدي زكرياء (1908-1977) شاعر الثورة الجزائرية، ومؤلف النشيد الوطني الجزائري قسما، اسمه الشيخ زكرياء بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، ولد يوم الجمعة 12 يونيو 1908م، ببني يزقن، أحد القصور السبع لوادي مزاب، بغرداية، في جنوب الجزائر. لقبه زميل البعثة الميزابية والدراسة الفرقد سليمان بوجناح بـ: "مفدي"، فأصبح لقبه الأدبي مفدي زكريا الذي اشتهر به، كما كان يوَقَّع أشعاره "ابن تومرت". عاصر الشعراء التونسيين المعروفين وارتبط بهم مثل الشاعر محمد العربي الكبادي، وأبو القاسم الشابي. بدأ حياته التعلمية في الكتاب، بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين واللغة، ثم رحل إلى تونس وأكمل دراسته بالمدرسة الخلدونية ثم الزيتونية، وعاد بعد ذلك إلى الوطن. كانت له مشاركة فعالة في الحركة الأدبية والسياسية، ولما قامت الثورة انضم إليها فكان شاعر الثورة الذي يردد أناشيدها وعضوًا في جبهة التحرير، مما جعل فرنسا تزج به في السجن مرات متتالية ثم فر منه سنة 1959، فأرسلته الجبهة خارج الحدود فجال في العالم العربي وعرف بالثورة. وافته المنية بتونس سنة 1977 ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه فكان هو شاعر الثورة .
شخصيات مشهورة في العالم المعاصر ذوي أصول أمازغية :
رياضة : كريم بنزيما ، زين الدين زيدان ، نورالدين أمرابط ، عادل تاعرابت ، منير الحمداوي إسماعيل العيساتي ، خالد بولحروز ، أسامة السعيدي ، إبراهيم أفيلاي ،مصطفى حاجي ، رابح ماجر ، أسامة السعيدي ، العربي بن مبارك ،يوسف المختاري ، أنور ديبا ، سعيد بوطهار ، جواد غريب .
سياسة : نجاة فالو بلقاسم ، اليمين زروال ،حسين آيت أحمد ، إدريس جطو ، سعد الدين العثماني ،عزيز أخنوش ، أحمد أويحيى ، الحسين الوردي ، أحمد توفيق ، عبد الله بها ، لحسن الداودي ، محند العنصر ،الحبيب الشوباني ، عبد السلام الصديقي. مصطفى المنصوري . سعيد سعدي . كريم بلقاسم
كتاب : مفدي زكريا ، محمد شكري ، محمد شفيق ، محمد خير الدين. لوكيوس ابوليوس . كاتب ياسين . مولود معمري . مولود فرعون . الطاهر وطار . طاهر جاووت.
فن : حميد شريات المعروف بـ " إيدير"، أعمر آيت زاي المعروف ب ـ" أعمر الزاهي" ، الحاج أمحمد العنقة، عيسى الجرموني ، كاتشو.
المبحث الثاني : طريقة إحتفال الأمازيغ برأس السنة الأمازغية ( يناير ) :
المطلب الأول : إعتماد يناير يوم عيد وطني رسمي في الجزائر ( عطلة مدفوعة الأجر ) :
التقويم الأمازيغي هو التقويم الذي اعتمده الأمازيغ منذ أقدم العصور وهو مبني على النظام الشمسي.
سبق و إن اعترفت الجزائر دستورياً في 2016 باللغة الأمازيغية " لغةً رسمية " إلى جانب اللغة العربية الرسمية للبلاد
بداية الارتقاء بمكانة هذا اليوم كانت يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2017، حين أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال البيان الختامي لاجتماع لمجلس الوزراء، "في نفس السياق ولدى التوجه بتمنياته للشعب الجزائري عشية حلول السنة الجديدة 2018، أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن قراره المتعلق بتكريس يناير يوم عطلة مدفوعة الأجر اعتباراً من تاريخ 12 يناير/ كانون الثاني المقبل، حيث كلفت الحكومة باتخاذ الترتيبات اللازمة في هذا الشأن".
وصادق المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان) الإثنين 30 نيسان/ أبريل 2018، على مشروع القانون الذي يضيف رأس السنة الأمازيغية يناير إلى الأعياد التي ستكون عطلة مدفوعة الأجر.
واعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، في كلمته أن المصادقة على النص القانوني "يعزز من مقومات هويتنا الوطنية بمختلف مكوناتها، ويجسد ما أقره دستورنا التوافقي، من مكانة للغتنا الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، واعتماد هذا اليوم هو نتائج تفاعلات المجتمع الجزائري وتطوره، وسيرورة تدرج القوانين التي تحكمه".
المطلب الثاني : طقوس عامة و خاصة للإحتفال بيناير :
1- الأمازيغ في الجزائر :
في "يناير" تلتقي العائلات وتتبادل الزيارات وتتجمع حول مائدة من أطباق تقليدية وعادة ما يذبح الأمازيغ ديكاً عند غروب شمس آخر يوم في السنة ليصبح طبقاً رئيسياً لعشاء يوم العيد.
لكن بعض الأسر في الجزائر تفضل إعداد أطباق تقليدية مشهورة مثل الكسكسي والشرشرم والشخشوخة والرفيس كما تحرص على تحضير الخبز بالأعشاب وتناول المكسرات والفواكه المجففة و توزيع الحلوى على الأطفال، مع الامتناع التام عن تناول أي شيء مرّ عشية العام الجديد تفاؤلاً بالخير في السنة الجديدة.
إلى جانب الطقوس العامة المتميزة بارتداء الملابس الجديدة والتي عادةً ما تكون من التراث وإقامة الحفلات الغنائية الراقصة وتبادل الزيارات، تتميز بعض الطقوس الخاصة من منطقة إلى أخرى ففي منطقة القبائل (شمال شرقي الجزائر) يتم حلق شعر المولود الذي يبلغ سنة واحدة من العمر وتخصص له أجمل الثياب ويوضع داخل قصعة (إناء واسع) وتلقى فوقه الحلويات والسكر والبيض اعتقاداً بأن ذلك يجلب الحظ له.
وفي ولايات الشرق الجزائري، تقوم العائلات بإعداد طبق "الكسكسي" باللحم والبيض وكذا الحلويات التي ترمى على أصغر فرد في الأسرة حتى تكون السنة الجديدة فأل خير وبركة عليه حسبما يعتقدون،
أما عائلات ولايات الغرب الجزائري فتنظم سهرة خاصة توضع فيها "التراز" عبارة عن مزيج من الحلويات والمكسرات والتمور) والفول السوداني والشاي على الطاولة.
2- أما الأمازيغ في المغرب :
فاعتادوا في بعض المناطق إعداد وجبة "تاكلا"، التي يتم تحضيرها بمشاركة طاقم يتكون من نسوة العائلة في بيت الجد أو الجدة، وهي ترمز إلى التآزر والتضامن لكونها تقدم في إناء دائري مشترك، ويتقاسمها أفراد الأسرة لديهم، كما تعبر عن مواساة الطبيعة في ألمها تلك الليلة التي تتمخض عنها سنة جديدة وتعتمد بالأساس على الغلال التي ينتجها الفلاح الأمازيغي البسيط في مزارعه، كما تعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه.
وتعرف " تاكلا " في مناطق أخرى من المغرب "تاروايت" وعند الناطقين بالعربية "الثريد أو العصيدة فيما تفضل أسر أمازيغية مغربية أخرى تحضير أطباق مثل "أوركيمن" و"إينودا" والكسكسي بالدجاج أو اللحم بسبعة أنواع من الخضر أو أكثر.
3- فحين الأمازيغ في تونس :
يحتفلون بالباس التقليدي الأمازيغي، في المهدية والساحل التونسي، والفخار والمرقوم والزرابي، التي تحتوي على نماذج وحروف أمازيغية، والوشم لدى الجدات، وحتى الطعام، كالكسكسي والبركوكش والبرغل والملثوث.
تمتد ايضا الاحتفالات لباقي المناطق في تونس التي تعرف تواجد امازيغي كجلاص، عيار، وسلات، فراشيش، أوربه (سكان الوطن القبلي) في الشمال، همام ونمامش في الوسط وزناتة ونفزاوة في الجنوب.
4- الأمازيغ في ليبيا :
يحتفلون بالعادات والتقاليد بتحضير اكلات امازغية تقليدية مثل الكسكسي ,بازين_باعدس , فتات , خبز مرفوسة و القيام بعدة العاب مثل تاسليت مــنزار المتبعة عند الصغار والتي يقصد منها جلب المطر حيث يصنع الصغار هيكل دمية تعرف باسم أمك طنبو يجوبون بها الأزقة والشوارع والأحياء مرددين أهزوجة شعبية أمازيغية من باب التفاؤل بهطول الأمطار الغزيرة.
وطبعا تكون هذه الاحتفالات في مختلف مناطق ليبيا تتوزع في مدينة زوارة على ساحل البحر المتوسط وفي الجنوب الغربي من طرابلس في جزء كبير من جبل نفوسة يضم هذا المجال غالبية المجموعات الأمازيغية الليبية هذا إلى جانب واحة غدامس التي تقع في الجنوب الغربي على الحدود الجزائرية التونسية الليبية وكذك نالوت.
المطلب الثالث : كلمات امازيغية في لهجات الدول المغاربية :
بعد دخول الإسلام إلى بلاد الأمازيغ، انتشرت اللغة العربية و تمازجت مع اللغة الأمازيغية، فتولدت عنهما لهجات شمال إفريقيا الدارجة (العامية) المتداولة كالسيوية و التونسية، و الليبية، و الجزائرية، و المغربية، و الحسانية.
و استوعبت الكثير من المفردات الأمازيغية، رغم محاولات البعض إضفاء الطابع العربي المحض عليها، لكنهم لم يفلحوا في طمس و إخفاء أصلها الأمازيغي، و توجد بعض الكلمات الأمازيغية حتى في اللهجة المصرية و الشامية من مخلفات العهد الفاطمي و ما بعده. هذه بعض الأمثلة و الموضوع جدير بالاهتمام و بحاجة إلى البحث المستفيض:
فكرون (السلحفاة)،
قرنيط ( أخطبوط )
فرماش دريد (أي من سقطت أسنانه)،
عڨون (الأخرس)،
تشينة (البرتقال)،
لوس لوسة (أخ الزوج ; أخت الزوجة)،
سليفة - سليف (أخت الزوجة زوج أختها)،
تڨرع (تجشأ)،
هيدورة (جلد الشاة المدبوغ بصوفه)،
فنطازيا (فرقة فرسان فلكلورية)،
خشخاش (جمجمة)،
مكشرد (مجعد)،
حلوف (خنزير)،
ڨراوج (لُعب أطفال)،
شلاغم (شوارب)،
فرطاس (أصلع)،
سقسي (إسأل)،
بركوس بركوسة (شاة)،
العلوش (التيس)،
الفلوس (الفرخ)،
الكرموس (التين)،
بوزڨاغ (الحصبة)،
غنجاية (الملعقة)،
زقوقو (الصنوبر)،
عزلوق (طويل القامة)،
بخوش (طائر صغير الحجم)،
ڨرلو (صرصور)،
ڨرجومة (الحنجرة- البلعوم)،
النكوة (الهُوية: أصلها "نك- وا" أي هذا أنا)،
الزاوش (العصفور الدوري)،
جرانة (ضفدع)،
زميطة (أكلة أمازيغية "ثيزمِّيث")،
الوغلال (المحارة أصلها "اجغلول")،
فلاقة القاف تنطق كالجيم المصرية (من "فلق" بتشديد اللام و نصبها أي اقطع، و تقال لقطاع الطرق)،
الترفاس (أصلها تارفاست، و هي الكمأة)،
ملغيغة (من "تاملغيغت" أي الفتحة التي في عظم مقدمة الرأس للاطفال حديثى الولادة)،
سردوك (يعني فحل الدجاج).
بزيز (الجراد)،
بويزيز (الصرصور بالشاوية)،
فرططو (الفراشة)،
كركر (كتلة حجارة، توجد منطقة في جنوب المغرب و في الساحل التونسي بهذا الاسم، و هي لقب عائلي أيضاً)،
نبّار( يستهزئ بتعليقاته الجارحة)،
دهدص (عمى)،
تدحنيس (حركات حميميّة )،
بيزقليف (متشرّد )،
كرومه (رقبة )،
مسلان ( أرداف)،
داقره (إناء)
يرقل (رعش)،
زقر (فرح)،
مزقمط (ضيّق)،
زنقل (حمل الأثقال)،
سقد (أدّى خدمة بسرعة)،
شقعب (خلط الأوراق)
تشلقح (الارتخاء) ،
سلعاق (طفيلي)،
طق ( ظهر فجأة )،
مطنّق و تنقوره (تظهر منه نتوؤ)،
فقعس و مفقعس (غير منظم)،
قربج (أثاث بالي)،
قرقيبه، مقرقب (مسحوق)،
قرقط، مقرقت (جزّ)،
شْنُوَا (ماذا)،
خزّو أو زرودية أو سنارية (الجزر)،
مزيان (جميل) و غيرها كثير.
خاتمة :
يربط المؤرخون أصول الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، بالشهر الأول من بداية السنة الفلاحية الأمازيغية "يناير"، وبالتالي يكون الاحتفال في أول يوم منها تفاؤلا بالخير والسعادة والرخاء ووفرة المحاصيل وازدهار القطعان، بحسب الأستاذ بجامعة سطيف، فارس كعوان في مقالة بعنوان "احتفالات يناير بالجزائر: جذورها التاريخية، تمظهراتها ودلالاتها " الرمزية".
وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري، لا يرتبط التأريخ المتعلق بـرأس السنة الأمازغية بتأريخ ديني، بل يعود إلى وصول الملك شيشونق الأول، إلى هرم السلطة بمصر القديمة، وتأسيسه الأسرة الثانية والعشرين من السلالة الفرعونية، وهو الملك المختلف على أصوله، إذ يشير بعض المؤرخون إلى أصوله الأمازيغية.
وبالنظر إلى ما يعكسه هذا الحدث من دلالات تاريخية ورمزية للتواجد الأمازيغي بشمال القارة، اختارته الأكاديمية الأمازيغية بباريس، سنة مرجعية، يبدأ منها تعداد التقويم الأمازيغي، بالتزامن مع بداية السنة الفلاحية.
كما يرتبط الاحتفال بهذا العيد أيضا بمجموعة من السرديات الأسطورية بين الأمازيغ، ويبقى أكثرها شيوعا، نسبه إلى حكاية راعية أغنام عجوز تأففت من حلول يناير، فغضب منها هذا الشهر واستعار أياما من فبراير ليمدد ساعات برده حتى قضى على كل قطيعها، لذا يعتبر بعض الأمازيغ القدامى أن هذا يوم احتفال بالطبيعة والأرض لإطفاء غضب "يناير"، وجلب الخير والازدهار.