عقوبة السب والشتم بدون شهود.
شرح عقوبة السب والشتم بدون وجود شهود.
جرم المشرع الجزائري كل تعبير مشين أو عبارة تحقير أو قدح ضد الاشخاص ومسألة وجود شاهد علي حادثة السب او عدم وجود فهي مسألة تقديرية يتم إستنتاجها من الظروف المحيطة بالواقعة السب التي أدت الي رفع الشكوي وعليه يمكن للضحية التي تعرضت لواقعة السب ان تسجل شكوي ضد الجاني حتي بدون وجود شهود ، ويرجع قوة إثبات هذه الشكوي إلي التسلسل المنطقي للأحداث المحيطة بالواقعة و السرد السليم للشكوي وكذا صفة الشخص الجاني الذي قام بالسب ضد الضحية إن كان مسبوق قضائيا مثلا...إلخ.
ماهو السب ؟
إن السب هو ذكر المرء (الإنسان) فيما يسيء إليه أو في ما لا يحب سماعه في حضوره أو في غيابه فهو ذكر الشخص بسوء و بما يكره من الصفات و الالفاظ التي تخدش شرف و كبرياء شخص و الاساءة اليه عمدا وهي الأفعال التي تنطوي تحت نص المادة 297 من قانون العقوبات الجزائري ويتم اعتبارها سبا.
العقوبة المقررة للسب :
فعل السب حدد له عقوبات كونه اعتداء على شرف و إعتبار الأشخاص؛ وجاءت المادتين 299 و 298 مكرر من قانون العقوبات 06-23 المؤرخ في 20 ديسمبر 2006 بفحوى العقوبة وهي :
المادة 299 قانون العقوبات :
يعاقب على السب الموجه إلى فرد أو عدة أفراد بالحبس من شهر (1) إلى ثلاثة (3) أشهر وبغرامة من 10.000 دج إلى 25.000 دج.
ويضع صفح الضحية حدا للمتابعة الجزائية.
المادة 298 مكرر قانون العقوبات :
يعاقب على السب الموجه إلى شخص أو أكثر بسبب انتمائهم إلى مجموعة عرقية أو مذهبية أو إلى دين معين بالحبس من خمسة (5) أيام إلى ستة (6) أشهر وبغرامة من 5.000 إلى 50.000 دج أو بإحدى هاتين العقوبتين.
إجراءات رفع دعوي السب و القذف ( يمكن تقييد شكوي امام محافظ الشرطة أو امام وكيل الجمهورية ) :
- التقدم إلى أقرب مركز شرطة حتى تقدم بلاغ رسمي بالواقعة.
- يقوم محافظ الشرطة بتقييد الشكوي و محضر رسمي أو تقرير يحتوي على كافة أقوالك.
- يعمل مركز الشرطة على إحالة التقرير أو المحضر إلى وكيل الجمهورية المختص ومنه اذا تطلب الامر الي قاضي التحقيق لإثبات الواقعة والتحقيق في الجريمة.
- في حالة تقديم الشكوى أمام محافظ الشرطة فإنه على الضحية الرجوع أمام نفس مركز الشرطة لمعرفة مآل شكواه.
- عندما يرسل الملف إلى وكيل الجمهورية فإن تاريخ الإرسال ورقم الملف تعطى للضحية لتمكينها من متابعة قضيته على مستوى المحكمة.
- في حالة تقديم الشكوى أمام وكيل الجمهورية المختص فإنه يسلم للضحية وصل يحمل رقم وخاتم الدولة، ويجب على الضحية الاحتفاظ به لأنه يمكنه من متابعة شكواه ومعرفة مآلها.
ملاحظة :
إن الجرائم الماسة بالشرف والاعتبار هي الجرائم التي ترتكب ضد الأشخاص عن طريق الكلام عموماً وبالتالي كان ولا يزال الهدف الأسمى الذي يسعى الإنسان إلى حمايته منذ العصور القديمة هو المحافظة على نزاهة وكرامة الأفراد من اعتداءات الآخرين التي تمس كيانه ومكانته في المجتمع؛ وهذا ما وجدناه في جريمة السب التي أضحت اليوم جريمة واسعة الانتشار وحسب نوعيتها فلقد وجدنا أن لجريمة السب لم تبقى كجريمة تستعمل عن طريق القول أو الكلام بل تطورت إلى أن أصبحت جريمة إلكترونية تعتمد عليها الوسائل الإلكترونية الحديثة وهذا ما زاد الأمر سوءا وخاصة ما نشهده اليوم من تطورات على شتى المجالات .
ولقد أضحت جل القوانين الوضعية تجرم جميع أشكال المساس بالشرف والاعتبار بما فيه السب ذلك انطلاقا من الشريعة الإسلامية مرورا بالإعلانات العالمية والدساتير الوطنية والقوانين الداخلية، حيث نجد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كرس جملة من الحقوق السامية ونص في مادته الأولى على ما يلي: "يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء''.
فمن حق الإنسان أن يعيش في كنف الكرامة بعيدا عن أي إهانة واحتقار ذلك أن الإنسان متميز عن غيره بملكة العقل الذي به يفكر ويبدع .
