logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





14-10-2023 08:53 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 17-12-2012
رقم العضوية : 88
المشاركات : 68
الجنس :
الدعوات : 10
قوة السمعة : 10
المستوي : بكالوريا
الوظــيفة : طالب

اليوم الوطني للهجرة 17 أكتوبر 1961

مقدمة اليوم الوطني للهجرة 17 أكتوبر 1961 :
نفذ المستعمر الغاشم في حق الجزائريين المهاجرين الذين خرجوا بكل هدوء ونظام في الطرق الرئيسية لباريس مطالبين بالحرية والاستقلال، إلا ان الغطرسة الاستعمارية أبت إلا قتل المئات من المتظاهرين العزل في صورة من صور سقوط كل القيم الإنسانية. وبشهادة مؤرخين من كل أنحاء العالم، ومياه نهر السين الممزوجة بالدماء الطاهرة لشهداء المجزرة.
وإذا كانت الثورة الجزائرية قد اندلعت على التراب الجزائري المحتل، فإن الفئة العاملة في فرنسا لم تكن بمعزل عن تلك الأحداث، بل وقفت بكل جدية معها تؤازرها ماديا ومعنويا، وبخاصة منذ إنشاء فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا.
وقد واصل هؤلاء العمال جهادهم بالتصدي للغطرسة الاستعمارية بكل الوسائل المتاحة.
ومن بين وسائل ذلك التصدي ما وقع في السابع عشر من شهر أكتوبر من سنة 1961، ففي ذلك التاريخ اندلعت مواجهات بين العمال الجزائريين المغتربين في فرنسا وقوات الشرطة في باريس.
كان ذاك اليوم المشهود الذي خرج فيه العمال الجزائريون رجالا ونساء كبارا وصغارا، متظاهرين سلميا، احتجاجا على المعاملة العنصرية التي واجهوها من خلال قرار السلطات الفرنسية بمنعهم من الخروج ليلا. هم دون سواهم من سكان باريس. كما كان ذلك التظاهر عاملا لإبراز دعمهم لجبهة التحرير الوطني قائدة الكفاح المسلح في الجزائر.

OudKHlg
أولا : الجالية الجزائرية في المهجر :
أمام فشل الانتفاضات المتقطعة وغير المنسقة للجبهات المختلفة من الوطن ضد القوات المسلحة الفرنسية، نشأ على أرض العدو أول تنظيم سياسي وطني ببعد مغاربي تحت مسمى " نجم شمال إفريقيا" سنة 1926 للمطالبة باستقلال الجزائر، تونس والمغرب.
وفي سنة 1926 قام التنظيم بحصر مطالبه في حدود الجزائر وفي سنة 1939 تم منع مواصلة نشاط هذا التنظيم. والذي أعيد تنظيمه تحت اسم " حزب الشعب الجزائري" والذي حل بدوره بنفس سنة إنشاءه، من بعد ذلك أخذت حركة التنظيم أشكالا متعددة للنضال السياسي مثل توزيع المنشورات، الجرائد،تنظيم المظاهرات والتجمعات والملصقات الجدارية.
وفي سنة 1946 انعقد مؤتمر ضم كل من حزب الشعب وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية بالجزائر العاصمة، حيث أنشأ منظمة سرية مهمتها التحضير للكفاح المسلح، قد كانت هياكل حزب الشعب موجودة على التراب الوطني وكذا على التراب الفرنسي، حيث أسندت المسؤولية التعليمية للفيدرالية بفرنسا إلى كل من الشهيدين محمد بوضياف، ونائبه ديدوش مراد.
أفضى الكفاح المسلح الذي كان يجري في قلب أراضي السلطة الاستعمارية إلى إرغام الحكومة الفرنسية. على أن تبقي على أراضيها أزيد من 80 ألف جندي كلفوا بمراقبة مختلف النقاط الإستراتيجية، مما خفف من الضغط على جيش التحرير الوطني على الأراضي الجزائرية.

اليوم الوطني للهجرة 17 أكتوبر 1961
إن التنظيم ودرجة التجنيد والانضباط هي الخصائص التي ميزت الحركة النضالية على أرض العدو، فضلا عن الالتزام الكامل. بالكفاح الوطني والدعم المالي حيث بلغت المساهمة المالية للفيدرالية المتواجدة بفرنسا نسبة معتبرة من مالية الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني.
لقد فهم الجميع بأن امتداد حرب الجزائر إلى التراب الفرنسي ليس مجرد فكرة بسيطة فقد تمكنت حرب الجزائر التي انتشرت إلى فرنسا من الوصول إلى العديد من دول البحر الأبيض المتوسط، وذلك بفضل مناضليها الذين كانوا ينشطون في منظمة جبهة التحرير الوطني بفرنسا، حيث تم تنفيذ عدة عمليات تخريب على مستوى التراب الفرنسي وقد استلزمت هذه العمليات تحضير فرق المناضلين لمراقبة الأسلحة والسيارات التي تنقل العتاد ومراجعة آخر التعليمات وتحديد الأماكن والأهداف وتجنيد صانعي القنابل، إلى جانب القيام بهجومات تعرض لها أفراد الشرطة والجيش الفرنسي ليلا ونهارا في المدن الكبرى حيث تمت في إطار خطة العمليات التي يجب احترامها والتي تؤكد على أهمية تجنب إلحاق الضرر بأرواح المدنيين الفرنسيين.

ثانيا : أسباب مظاهرات 17 أكتوبر1961 :
يوضح البيان التالي الذي أذاعته الجبهة في فرنسا بعض الأسباب التي أدت إلى قيام مظاهرات 17 أكتوبر: "تكونت في الشهرين الأخيرين بفرنسا وضعية خاصة تعود إلى حملة منسقة ترمي إلى حمل الناس على الاعتقاد بأن مناضلي جبهة التحرير الوطني يشنون عمليات اغتيالات عمياء ضد أعوان الشرطة الفرنسية من غير تمييز وبما أن فرنسا تدرك الدور الذي يلعبه المهاجرون الجزائريون بفرنسا .فإنها أرادت أن تعرقلهم، وتضرب بالخصوص المراكز الحساسة لجهاز منظمتهم، ولأجل ذلك كانت ناحية باريس قبل كل شيء هي الهدف" تمثلت أسباب هذه المظاهرات في الآتي:
بذل الحكومة الفرنسية جهد لشن حملة ضد جبهة التحرير في فرنسا مثل حملة1956 بالجزائر. ويتمثل هدف هذه الحملة في زعزعة منظمة الثوار والقضاء عليها شيئا فشيئا.
أخبار الصحافة الكاذبة والمشوهة الهادفة إلى التأثير على الشعب الفرنسي .
إعلان جبهة التحرير الوطني صراحة للعالم أجمع وبالخصوص فرنسا عن أهدافها الإنسانية والعادلة. والتأكيد على أنها ليست منظمة فوضوية تعدم بوليسا لمجرد أنه بوليس، فأي إعدام تقوم به لا يسمح به إلا إذا اتضح أن المتهم مجرم حقيقة.
رفع حضر التجول الذي فرضته سلطات العدو على الجزائريين دون سواهم يوم 15 أكتوبر 1961.

ثالثا: انطلاقة مظاهرات 17 أكتوبر1961 :
كانت باريس في هذه الليلة كعادتها تستعد للسهرة وكانت أهم شوارعها وساحاتها يتأهب روادها للتجمهر في الحانات. وحلبات الرقص وفي حوالي الساعة الثامنة مساءا انطلقت من أهم شوارع العاصمة الفرنسية جموع غفيرة من إخواننا الجزائريين في مظاهرة رهيبة رائعة تضم آلاف من الرجال والنساء.
حيث كانت النسوة يزغردن والجميع يصفق تصفيقا هادئا مرددين في هدوء : " الجزائر جزائرية....أطلقوا سراح بن بلة....ارفعوا منع التجول.....تحيا جبهة التحرير الوطني".
لم يكن المتظاهرون حينها مسلحين حيث كانت المظاهرات سلمية وكم كانت دهشة الفرنسيين كبيرة لهذا النظام الرائع الذي اتسمت به هذه المظاهرة.

رابعا: الحصيلة التي خلفتها مظاهرات 17 أكتوبر حسب الصحافةالفرنسية1961 :
و بالنسبة للجزائريين فقد كان عدد المشاركين في المظاهرة : 20.000 شخص، حيث كان عدد المعتقلين: 11.538 شخص، أما فيما يخص الأشخاص المشبوه فيهم فقد قادتهم السلطات الفرنسية إلى مراكز الاعتقال. بالنسبة للسلطات الفرنسية عدد الجرحى في نظام الأمن الفرنسي ضابط أمن بالإضافة إلى مجموعة من الحراس تم نقلهم إلى المستشفى، ومن ضحايا المظاهرات: 02 قتلى و64 جريح.

خاتمة اليوم الوطني للهجرة 17 أكتوبر 1961 :
يعتبر هذا الحدث العظيم في تاريخ ثورتنا الجليلة بمثابة درس تلقته فرنسا والذي أكد لها أن الشعب الجزائري شعب متكامل، ومتماسك كصخرة صماء تتحطم عليها أمواج البحر وهو أبلغ درس قدمه أبناء الشعب الجزائري لفرنسا في عقر دارها وبين أنصارها من الأوروبيين وغيرهم.
كما برهن هذا الحدث على نضج الوعي السياسي الوطني آنذاك لدى الشعب الجزائري والتفافه الدائم حول جبهة التحرير الوطني. وعزمه وتصميمه الجامح على على نيل الاستقلال وامتلاك النصر مهما كانت التضحيات في سبيل ذلك.
هذه المظاهرات دليل راسخ على وحدة الشعب الجزائري ولحمته المميزة داخل وخارج الوطن. ودليل واضح على الطابع الشعبي للثورة وهو ما يفند الادعاءات الفرنسية وقتها للساسة الفرنسيين. الذين حاولوا إيهام الرأي العام الفرنسي والدولي على أن ما يجري في الجزائر. ما هو إلا من قبيل أعمال الشغب التي يقوم بها شبان مغامرون وخارجون عن القانون.
إن يوم الهجرة وعلى الرغم من الحصيلة الكارثية للمجازر المرتكبة في حق الجزائريين عبر عن صلابة الثورة التحريرية. وقوتها وقدرتها على نقل رحى المعركة إلى عقر دار المستعمر نفسه وهي سمة لم تشاطرها فيها أي ثورة في العالم لغاية يومنا هذا.
ومع ذلك هذه المجازر المرتكبة في حق إخواننا وتضحيتهم الثمينة بأرواحهم من أجل الجزائر تعد بمثابة نصر سياسي عظيم للثورة.
حيث دفعت بالمجموعة الدولية في الأمم المتحدة لإلى تبني القضية الجزائرية باعتبارها قضية تصفية استعمار وليست قضية داخلية. كما كانت تدعي فرنسا مما أدى إلى الإسراع بالعملية التفاوضية بين الطرفين المتحاربين الجزائر وفرنسا، فكانت مفاوضات إفيان بعد قرابة الخمسة أشهر.
من هذه المظاهرات والتي أفضت إلى استقلال الجزائر واستردادها لسيادتها وحريتها المسلوبة منها لأزيد من قرن وربع.
تحـيــة منــا لأبطـــال الجــزائــر المجد والخلود لشهداء وطننا الأبرار.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
اليوم ، الوطني ، للهجرة ، أكتوبر ، 1961 ،









الساعة الآن 05:46 AM