سقط يوم الأربعاء في قبضة مصالح الأمن أشهر محتال في منطقة الشرق الجزائري، حرث المنطقة احتيالا من بريكة بولاية باتنة إلى سطيف حيث يقطن، بعد أن عاش متقمصا دور عميد شرطة لمدة قاربت 18 سنة وكان هذا المحتال المدعو ع.ش وهو في الستين من العمر قد تم توقيفه من سلك الأمن بعد أن تورط عام 1994 في فضيحة رشوة، بعدما أوهم المحتال والد متهم بالإفراج عن ابنه نظير مبلغ مالي
المحتال قضى يومها أربعة أشهر في السجن، وبعد أن خرج وجد أن عودته لقطاع الأمن مستحيلة بعد قرار توقيفه نهائيا، فلم يتقبل ذلك وقرّر أن يبقى شرطيا ويرتقي إلى رتبة عميد على طريقته الخاصة، وامتهن الاحتيال من مقر إقامته بسطيف وامتدت ألاعيبه نحو العاصمة غربا وعنابة شرقا، فكان يعد البطالين بالعمل في الشرطة والأئمة والأطباء بالسكن وحتى التأشيرات إلى الخارج، ويعد حتى رجال الأمن بالترقيات العليا ورجال المال والأعمال بتسهيلات جمركية وضريبية ويجر الحسناوات نحو الحلم في الهجرة ودخول عالم المال والأعمال
وظل العميد المزيف، يأخذ الملايين في رمشة عين دون أن يختفي أمام خوف ضحاياه من بطشه، إلى أن تابعه مواطنون من ضحاياه عام 2006 بعد أن رفعوا ضده دعوى قضائية، فحوكم في سطيف بتهمة الاحتيال وقضت المحكمة في17من جويلية من عام 2006 بسجنه لمدة عامين، فطعن في الحكم ثم اختفى نهائيا، وبقي في حالة فرار لمدة ست سنوات، ولكنه بقي "عميد شرطة" يمارس مهامه الاحتيالية إلى أن وقع أول أمس في قبضة مصالح الأمن، حيث بدأ ضحاياه يتهاطلون على مركز الشرطة، ومن المحتمل أن لا يقل عددهم عن المئة حسب مصادر أمنية لأن الرجل باشر احتياله قبل أن يقع [b]بتهمة [b]الرشوة [b]أي [b]منذ [b]قرابة [b]عشرين [b]عاما [b]من [b]الاحتيال
الشروق السبت 15 سبتمبر 2012