logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في المحاكم والمجالس القضائية ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





26-03-2013 03:41 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 23-03-2013
رقم العضوية : 140
المشاركات : 19
الجنس :
الدعوات : 1
قوة السمعة : 30
المستوي : ماستر
الوظــيفة : إداري

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة العـدل


كلمة معالي وزير العدل، حافظ الختام
بمناسبـــة
الملتقى الدولي حول الأرشيف التوثيقي
يومـي 21 و 22 جانفـي 2006.


وزارة العـدل


بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله
و صحبه إلى يوم الدين


  • أصحاب المعالي، </li>
  • السيد المدير العام للأرشيف الوطني، </li>
  • السيد رئيس الغرفة الوطنية للموثقين، </li>
  • السيدات و السادة ضيوف الجزائر من الدول الشقيقة و الصديقة، </li>
  • السيدات و السادة الموثقين، </li>
  • السيدات و السادة ممثلي المؤسسات الإعلامية. </li>


يسعدني غاية السعادة أن أحضر مع هذا الجمع الكريم فعاليات هذا الملتقى الدولي، الذي ينعقد لأول مرة بالجزائر، بمشاركة باحثين
و خبراء من الدول الشقيقة و لصديقة، لاستعراض واقع الأرشيف التوثيقي، بغية تبادل التجارب و الخبرات في مجال تنظيم و تسيير هذا الأرشيف الذي يعد بحق ذاكرة الشعوب و الأمم عبر العصور
و الأجيال، حتى يظل سجلا تاريخيا يحفظ معاملات الأفراد و الجماعات من الاندثار و الزوال.


وأرحب بضيوفنا الكرام الذين سجلوا حضورا متميزا، يفسر أهمية هذا الملتقى و المواضيع المبرمجة فيه، كما أشكر و أثني بالغ الثناء على المنظمين، و على رأسهم المديرية العامة للأرشيف الوطني و الغرفة الوطنية للموثقين على هذه المبادرة، و المجهودات التي بذلت لإنجاح أشغال هذا الملتقى الذي أتمنى له كل النجاح و بلوغ الغايات المرجوة منه.

أيها السيدات أيها السادة:

إن ثراء و تنوع مواضيع هذا الملتقى، التي يتولاها باحثون
و خبراء لهم من الخبرة و الدراية المتخصصة في معالجة الأرشيف التوثيقي، كتشريع و نظام و أسس و هياكل و تسيير، يضفي على ملتقاكم هذا، طابع الجدية في الطرح، و الفعالية و الموضوعية في المعالجة، و تبادل الخبرات و التجارب، بما يمكننا من استنتاج مقاربات مفيدة، تساهم في تفعيل المبادرات التي من شأنها تحقيق النهوض به، في عصر يتميز بكثير من المتغيرات المتسارعة، ينبغي علينا ألا ننكص عن مجاراتها و مسايرتها.


إن الجزائر تمتلك تجربة عريقة في الأرشيف التوثيقي، تعود أساسا لتعاليم ديننا الحنيف، التي تؤكد على أهمية تدوين المعاملات
و الاتفاقيات، بين الأفراد و الجماعات؛ فقد جاء في سورة البقرة "يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه، و ليكتب بينكم كاتب بالعدل" الآية 281.


أما فقهاء الفقه الإسلامي، فقد حرروا المجلدات في فقه المعاملات، و أبلوا البلاء الحسن باجتهادهم عبر العصور، إدراكا منهم بأن لكل عصر خصوصياته و مقتضياته، التي تقتضي تكييف التشريع مع الواقع المعاش.

و مرورا بالحقبة العثمانية التي عرف فيها الأرشيف بمفهومه المعاصر، من خلال ما كان يعرف بمهنة "القاضي" « Le cadi » التي تحولت في العصر الحاضر إلى اختصاص الموثق « Le notaire »، تلتها الحقبة الاستعمارية التي أسست لهذه المهنة منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث ظل التوثيق مرتبطا بمهنة القاضي، ضمن المحاكم الشرعية و المحكمة الإباضية و المحكمة المالكية للقسم القبلي بالجزائر.

و بعد الاستقلال استمر الأرشيف التوثيقي تحت وصاية وزارة العدل، التي أولته أهمية بالغة و حافظت عليه، بعناية الموثق الذي ظل موظفا لدى الدولة ضمن المحاكم، إلى سنة 1988. و جاء القانون المؤرخ في 12 جويلية من نفس السنة، المتضمن تنظيم التوثيق، الذي أدرج مهنة الموثق ضمن المهن الحرة، لخصوصية المهنة، القائمة أساسا على تحرير مختلف العقـود في إطار القانون المعمول به، حيث أسندت مهمة حفظ و تسيير الأرشيف التوثيقي، في ظل هذا القانون إلى الموثق.

و علاوة على ما للعقود التي ينجزها الموثق من قيمة قانونية، فإنها أيضا وثائق ذات قيمة تاريخية بالغة الأهمية، تستوجب الحماية من التلف و الضياع و تحديد المسؤولية عنها بدقة. و لذلك فإن مهمة الحفاظ على الأرشيف التوثيقي و تسييره، تعتبر أمانة عظمى ملقاة على عاتق الموثقين، لأن من حق أصحاب العقود طلب نسخ من عقودهم مهما تقادم الزمن، بالإضافة إلى حق الدولة في استغلال هذا الأرشيف عند الاقتضاء.

لذلك وجب على الموثق، إيلاء عناية خاصة لتحسين وضعية الأرشيف التوثيقي و تنظيمه، بحيث يسهل استغلاله عند الاقتضاء،
و لن تتحقق هذه الغاية إلا من خلال السهر على تكوين أعوان يكلفون بحفظ الأرشيف و حسن تسييره، وفقا للمقاييس المعمول بها دوليا،


و توفير أماكن ملائمة و تجهيزات خاصة تضمن حسن التكفل بهذه المستندات لأمد طويل.

أيتها السيدات، أيها السادة :

إن إصلاح العدالة الذي أقره فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ضمن البرنامج الشامل لإصلاح هياكل الدولة، أولى عناية أكيدة لأعوان القضاء تأطيرا و تكوينا و تثمينا لمهنهم في إطار تشريعي حديث، يستجيب لمستجدات هذه المهن، نظرا لنبل رسالتهم و أهمية أدوارهم في تحسين الأداء و الخدمات القضائية.

فتأطير مساعدي القضاء، تجسد أساسا في إقدام وزارة العدل على مراجعة القوانين الأساسية لمهنهم، فمنذ أيام فقط عرض مشروع "القانون المتضمن تنظيم مهنة الموثق" أمام البرلمان للمصادقة.

إن الدواعي التي جعلتنا نعد هذا القانون الجديد، لإعادة تنظيم مهنة الموثـق، تكمن أساسا في مراجعة شروط الالتحاق بهذه المهنة، و في ضمان التكوين و التأهيل، بما يستجيب للتطورات
و المستجدات التي يعرفها المجتمع الجزائري لاسيما في المجالين الاجتماعي و الاقتصادي في ظل اقتصاد السوق و حتميات العولمة،
و ضمان الحماية القانونية لمكتب التوثيق، و التحديد الدقيق لمهام
و مسؤوليات الموثق.


إن تكوين الموثقين و تحسين أدائهم، لا ينحصر فقط في القيام بمهامهم التقليدية المتمثلة في تحرير العقود و تسجيلها
و إشهارها، بل يتعدى ذلك إلى مستوى التحكم في تسيير الأرشيف التوثيقي، خدمة لمتعامليهم، و ترقية لهذه المهنة التي تجعل منهم أعوان دولة يحملون خاتمها و يؤدون خدمة عمومية، يقومون من خلالها بإفراغ إرادة الأطراف في قالب رسمي، يسمى"العقد التوثيقي" الذي يؤول للأرشيف التوثيقي.


و في مجال التكوين الشامل لجميع الفئات العاملة في قطاع العدالة، تم إدراج عمليات تكوينية لفائدة أعوان العدالة، و خاصة في مجال الأرشيف، مسكا و تنظيما و تسييرا.

و لا يفوتني في هذا المجال أن أشير إلى أن اهتمام وزارة العدل المتزايد بالأرشيف القضائي، فإن برنامجا من خمس محطات جهوية للأرشيف هو قيد الإنجاز، على المستوى الوطني، لتخفيف العبء على الجهات القضائية، تكون مجهزة بكل الوسائل المتطورة،
بما في ذلك التكنولوجيا الحديثة لاستقبال الأرشيف و حفظه وتسييره.

و من أجل تثمين هذا المسعى، شرعنا في الاستعانة بخبرات و إمكانيات المديرية العامة للأرشيف الوطني، و إقامة تعاون مثمر مع المكتبة الوطنية، و المعاهد و المدارس المتخصصة، لتأهيل الأعوان المكلفين بالأرشيف.

و ختاما أكرر شكري و عرفاني لضيوف الجزائر، الذين لم تثنهم مشاق السفر عن حضورهم المكثف، لإفادتنا بتجارب بلدانهم
و خبراتهم و مشاركتهم في إثراء المناقشات التي تتخلل المحاضرات، بما يستجيب لانشغالات كل المهتمين بالأرشيف التوثيقي، متمنيا لملتقاكم هذا كل التوفيق و النجاح، و أعلن رسميا عن افتتاح أشغال هذا الملتقى.


و شكـرا علـى حسن إصغائكم.

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
الملتقى ، الدولي ، حول ، الأرشيف ، التوثيقي ،









الساعة الآن 06:39 AM